ضمن فعاليات بيت السينما التابع لجمعية الثقافة والفنون بالدمام والذي يشرف عليه الفنان إبراهيم الحساوي، أقيمت مساء يوم الاثنين الموافق 20 نوفمبر 2017 أولى فعالياته والتي حملت عنوان (سينما سعودية) وذلك في قاعة المسرح بمقر الجمعية، حيث عُرضت ثلاثة أفلام سعودية شاركت في مهرجان أفلام السعودية في دورته الرابعة، وهي المغادرون للمخرج عبدالعزيز الشلاحي وفضيلة أن تكون لا أحد للمخرج بدر الحمود ولسان للمخرج محمد السلمان. شاركت تحف الشلاحي في عدة مهرجات سينمائية محلية ودولية، كما كان النصيب الأكبر من جوائز مهرجان أفلام السعودية في دورته الرابعة لصالح فيلمه المغادرون، إذ نال الفيلم جائزة أفضل فيلم روائي والتي تعتبر من أهم جوائز المهرجان، وكان الشلاحي قد فاز بالجائزة ذاتها للدورة السابقة للمهرجان عن فيلم عطوي، ومن هذا المنطلق، التقينا الشلاحي وأجرينا معها الحوار التالي حول السينما: * من أين أتت فكرة كتابة قصة فيلم المغادرون، وبرأيك ما هو أهم عنصر ساهم بنسبه كبيرة في نجاحه مما استدعى نيله 3 جوائز في مهرجان أفلام السعودية في دورته الرابعة؟ - لا يوجد شيء اسمه فكر متطرف، هناك تطرف في طريقة التفكير ومن هنا بدأت فكرة فيلم المغادرون فالإيمان ببعض الأفكار يقودك إلى التطرف في طريقة تفكيرك تجاه الشيء وليس كما هو مفهوم لدى الكثير.. في نظري جودة النص التي رسمها الكاتب مفرج المجفل وإيمان الممثلين بالأدوار التي قاموا بها وفهم الشخصيات بشكل دقيق أدى إلى نجاح الفيلم وإشادة الجميع به. * كيف ترى صناعة السينما في الوقت الراهن مقارنة بالحراك الثقافي الذي تشهده المملكة؟ - في الوقت الحالي بدأت تتشكل السينما السعودية أكثر من أي وقت مضى ابتدأ من المخرجين السعوديين وتطور مهاراتهم بشكل واضح ووصولاً إلى القصة والسيناريو وطريقة السرد. * يرى البعض بأن السينما ينبغي ألا تتعدى إطار انعكاس المجتمع، وأنه لابد من وجود رسالة يقدمها العمل للمتلقي.. إلى أي مدى ترى بأن هذا الرأي صحيح؟ - في نظري أن هذا الاعتقاد موجود لدينا فقط بحكم عدم وجود صالات السينما وعدم وجود ثقافة المشاهدة السينمائية فبالتالي انعكست على المجتمع فأصبح يبحث عن الرسالة فقط بعد نهاية الفيلم. * نجاح أي عمل هو عبارة عن تكامل نجاح عناصر تشكيله السينمائي، برأيك ما هو أهم عنصر يرتكز عليه نجاح العمل (القصة، المونتاج، أداء الممثل، الإخراج) - الفيلم منظومة متكاملة لا تعتمد على عنصر واحد لإنجاحها ربما يتفوق عنصر على آخر بالأهمية ولكن لابد من العمل الجماعي في الفيلم السينمائي ليحقق نجاحه. * الملاحظ غياب الموسيٍقى التصويرية في أفلام السعودية والاكتفاء ببعض المؤثرات، ما السبب وراء ذلك؟ - السبب هو إنتاجيًا فقط وليس تساهل أو عدم قناعه من صناع الأفلام، فمتى توفرت الميزانيات المناسبة بالطبع سيعمل كل صانع فيلم موسيقى خاصة بفيلمه. * متى سينتقل الفيلم السعودي من الفئة القصيرة إلى الفئة الطويلة؟ - الأفلام الطويلة موجودة ولكن قلتها يرجع لأسباب تكلفة الفيلم الطويل الإنتاجية والسبب الآخر آن الكثير يتأخر في تقديم فيلمه الطويل لسنوات فهو يعمل على النص والإعداد والتجهيز ولا يستعجل في تقديمه. * في الآونة الأخيرة عزفت الكثير من الأعمال السينمائية السعودية عن تجسيد قضايا المجتمع أو تقديم رسالة هادفة، وأصبح التركيز أكثر على النواحي الفنية، هل السبب برأيك هو تجاهل الجهات المعنية لقضية العمل والتجاوب معها أم أن الجمهور تشبع من قضايا مجتمعه؟ - باعتقادي أن طريقة الطرح هي العلامة الفارقة، فالمواضيع تتكرر والقصص تحدث باستمرار ولكن الذكاء يكون في طريقة تناولها. * ما هي أعمالك القادمة، وهل هنالك تحضيرات لعمل سيشارك في مهرجان أفلام السعودية في دورته الخامسة؟ - العمل القادم هو فيلم روائي طويل باسم « المسافة صفر » من كتابة مفرج المجفل وسيكون مختلفًا طرحه وطريقة تناوله للأحداث. * ما هو أبرز خطأ إخراجي في أعمالك تمنيت تفاديه؟ - أي مخرج لو سألتيه عن عمله تجدينه غير راضي عن كثير من التفاصيل، لا يوجد خطأ محدد لكن تزعجني مشاكل الصوت في الفيلم خصوصًا عندما تعرض في قاعة سينما مجهزة. * أخيرًا.. ما السر وراء نجاح صانع الأفلام؟ - الشغف والحب والذكاء وأخيرًا الروح العمل الجماعي مع الفريق.