لقد ذهبت تلك الأيام التي كان الفن الإفريقي فيها يعني المنحوتات الخشبية والأقنعة واللوحات ذات الطابع العرقي، وصار جيل جديد من الفنانين المعاصرين من القارة السمراء، جزءًا لا يتجزأ من المشهد الفني العالمي. وتقول هانا أوليري، وهي خبيرة فنون في دار مزادات «سوثبي» الشهيرة بلندن: «لقد تغير سوق الأعمال الفنية الإفريقية الحديثة والمعاصرة، بصورة دراماتيكية، على مدار السنوات العشر الماضية». وتقول أوليري، التي تصف هذا الاتجاه الجديد نسبيًا بأنه «تأخر كثيرًا»: إن الفن القادم من إفريقيا، يعد حاليًا «مثيرًا ومبتكرًا وله صلة بالموضوع»، وكانت دار مزادات «سوثبي» أقامت - للمرة الأولى - في مايو الماضي مزادًا مخصصًا لبيع الأعمال الفنية المعاصرة والحديثة القادمة من إفريقيا. وقد تم في المزاد طرح 100 عمل فني، نفذها 60 فنانًا من 14 دولة إفريقية، وانتهى الأمر ببيع 83 لوحة لمشترين من 29 دولة من أنحاء العالم، بمبلغ يصل إلى 8ر3 مليون دولار، وهي نتيجة يعدها الخبراء مؤشرًا مهما لسوق الفن العالمي. وشهد المزاد بيع الكثير من تلك الأعمال مقابل «أسعار قياسية» بحسب ما قالته أوليري، وكانت القطعة الفنية التي حققت أعلى سعر بيع، عبارة عن عمل نحتي للفنان الغاني، الأناتسوي، يحمل اسم «الأرض تخرج المزيد من الجذور»، المصنوعة من أغطية الزجاجات والأسلاك، وقد تم بيعها مقابل 985 ألف دولار.