تحل علينا ذكرى اليوم الوطني لمملكتنا الأبية الشامخة، موئل المجد، وأرض الرسالة، ومهوى الأفئدة على مر القرون، ونحن نتمتع بكامل الأمن والأمان، ورغد العيش، وهي صفات انعدمت أو تراجعت في العديد من دول المنطقة والعالم، وخصّنا الله منها بالشيء الكثير. تحلّ علينا اليوم ذكرى الوطن، ويملؤنا الأمل والتفاؤل، بأن الغد سيحمل لنا الكثير من المفاجآت السارة لنا وللأجيال المقبلة، ليضمن للجميع سبل العيش الهانئ، والعزة والكرامة، في كنف بلاد طاهرة ومباركة، يحفظها الله من فوق سبع سموات، ويمنّ عليها من أفضاله وخيراته. في هذا اليوم، علينا أن نستلهم العبر والدروس من تاريخ بلادنا، ومن قصة كفاح، سطر فصولها المؤسس الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن -طيب الله ثراه- عندما صنع معجزة العصر الحديث، وحقق الحلم، وأنشأ وطناً شامخا قوياً على أنقاض التخلف والجهل والمرض، الذي انتشر في الجزيرة العربية، معلناً تطبيق شرع الله في كل ما يخص شؤون البلاد والعباد، فسانده الجميع، ووقفوا بجانبه صفاً واحداً، وهو يعلن أمام العالم قيام مملكة التوحيد، تحت اسم «المملكة العربية السعودية»، ولم تمر ساعات وأيام قليلة، إلا واعترف بها دول العالم، عن ثقة وإيمان بأن هذا الوطن سيكون مميزاً وقوياً في كل أموره وشؤونه، ليس لسبب سوى أنه يحتضن الحرمين الشريفين، ويقوم على خدمة الملايين من ضيوف الرحمن من الزوار والحجاج. ومن يتابع مسيرة المملكة في العهد الحديث، ويتأمل مراحل تاريخها، وكيف انتقلت من بلد صحراوي، يعاني أهله الفقر والعوز والمرض، إلى بلد متطور مزدهر بكل ما تعنيه الكلمة من معاني ومدلولات، يتأكد أنه يقف أمام تجربة ثرية، في قيام الأمم الشامخة والمؤثرة في محيطها الإقليمي والعالمي، ويتأكد أيضاً أن هذا الوطن ولد عملاقاً، وسيبقى كذلك، إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها، حيث تتمتع المملكة اليوم بمكانة مرموقة بين الأوطان، ولها ثقلها الاجتماعي والسياسي والديني، فضلاً عن برامجها ومشروعاتها في دعم ومساندة الدول الشقيقة والصديقة، ونجدة الملهوف، ونصرة الحق، وحماية الأقليات المسلمة في كل بقعة في هذه الأرض، وبلد كهذا، نفتخر أننا مواطنوه، ونتباهى بأننا عشنا تحت سمائه، وترعرعنا فوق ترابه. في هذا اليوم، نهنئ قيادتنا الحكيمة بيوم الوطن، ونبارك لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وولي عهده الأمين، صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز -يحفظهما الله- هذه المناسبة العظيمة والعزيزة على نفس كل مواطن ومواطنة، وندعو الله أن يحفظ بلادنا من كل مكروه، وأن يديم علينا نعمة الأمن والأمان، وهي من أكبر النعم وأعظمها، ونسأله أن يحفظ قادتنا، ويجعلهم ذخرا للبلاد.. ودام عزك يا وطن.