المنطق هو العلم الذي يدرس القواعد والقوانين العامة للتفكير الإنساني الصحيح. ومن خلال ذلك التعريف يتضح لنا القواعد الأساسية في كيفية أخذ المحتوى أيًّا كان من بين القنوات، ولا أقصد بها القنوات التلفزيونية فقط، بل قنوات تدوين الأفكار أو ما يدور حولنا من أخبار وأحداث ونظريات، تصنع وتحلل عبر منابر عدة، قد تنجرف أو ينجرف معها المتلقي عبر عناوين تلك الجماعات أو ما يسوقون لها عبر جسور الدين والصلاح.. والمنطق ليس حكرًا على تلك المفاهيم بل لكل ما يجول ويدور حولنا، يحكم علينا معالجته بالمنطق وتحليل الأحداث، ليس فقط بالإنصات أو الانجراف مع ما يسمى مظلة الدين في أسماء ابتكرها أصحاب الفكر غير الصحيح وغير السوي في تأصيل تلك الجماعات في إقناع مجموعة من المنصتين، الذين لا يؤمون بمفهوم المنطق في تحليل تلك السياسات الفكرية؛ فينجرف مع كلمة «المسلمون» التي يسبقها الإخوان، وهذا يسمى التسويق الفكري لمصالح، تتجند لها تلك الجماعات، ثم يأتي حزب، ويربط اسمه برب العزة والجلال؛ ليأتي بعامة الناس لأنه وحزبه من رجالات الدين، والحرب على من يهاجمون الدين مضللين على من يتبع الإنصات دون تحليل أو تفكير، وتجده يجند فكره ولسانه فقط لترديد ما يسمعه في تلك الخطب التي تنطلق من منابر عدة؛ ليعطي صورة أوضح للمصدقين، صدقوا ولا تكذبوا، وخونوا أوطانكم بدعوى الدين، والدين بريء منهم ومن ادعاءاتهم. ومن الواضح أنّ معظم العلوم والتحليلات السياسية هي نتاج التفكير الإنساني. ومن الواضح أيضاً أنّ الإنسان حينما يفكّر قد يهتدي إلى نتائج صحيحة ومقبولة، وقد ينتهي إلى نتائج خاطئة وغير مقبولة. فالتفكير الإنساني - إذاً - معرَّض بطبيعته للخطأ والصواب. ولأجل أن يكون التفكير سليماً، وتكون نتائجه صحيحة، أصبح الإنسان بحاجة إلى قواعد عامة تهيئ له مجال التفكير الصحيح متى سار على ضوئها. إذاً، نستطيع أن نميّز المناهج العلميّة السليمة التي تؤدي إلى نتائج صحيحة من المناهج العلميّة غير السليمة التي تؤدي إلى نتائج غير صحيحة. المنطق هو دراسة مناهج الفكر، وطرق الاستدلال السليم. وفي المقام الأول - إذاً - من المنطق ألا ندعم الإرهاب..! ** **