قال الدكتور جعفر عبدالسلام الأمين العام لرابطة الإسلامية إن المملكة العربية السعودية سنّت سُنَّة حميدة باهتمامها الشديد بمواسم الحج، وتقديم أفضل رعاية للحجيج الذين يفدون إلى الأراضي المقدسة ويشهد الجميع بذلك، ابتداء من الوصول إلى مطاراتها ومياهها الإقليمية ومنافذها البرية. وأوضح الدكتور عبدالسلام في تصريح ل(الجزيرة) أن الجميع في السعودية يعمل على راحة الحجاج، وتقديم الخدمات وتيسير الوصول إلى كل الأماكن الخاصة بمناسك الحج، ومن يرى هذه التوسعات التي يشهدها الحرم المكي والدعم الكبير من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وحكومته الرشيدة، وكذلك التوسعات في الحرم المدني بالمدينة المنورة، وكل ذلك يتيح لحجاج بيت الله الحرام أداء المناسك بسهولة ويُسر، ويكون سببا حقيقيا في النجاح الذي تحققه السلطات السعودية في السنوات الأخيرة، وقد لمست ذلك شخصيا وشعرت بالسعادة لهذا الاهتمام بالمسلمين الذين يفدون إلى المملكة في مواسم الحج والعمرة، مشيراً إلى أن التوسعات التي تتم في الحرمين الشريفين في مكةالمكرمة والمدينة المنورة في أيامنا هذه خير دليل على اهتمام خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز -حفظه الله ورعاه- على راحة المسلمين، وهم في بلدهم الثاني المملكة العربية السعودية التي تحرص أشد الحرص على أن يأتي الحجاج من كل صوب وحدب لأداء المناسك، وهم في أمن وأمان وراحة، بفضل تقديم أفضل الخدمات، وسهر كل مسئولي الدولة على راحتهم وأمنهم وأمانهم، وكذلك شتى أنواع الخدمات التي يعجز القلم واللسان عن وصفها واستقصائها، مؤكداً أن هذه الجهود يشاهدها كل زائر أو مقيم ويلمسها الجميع، ولا يستطيع أن يطلب مزيداً عليها، مما يستوجب الشكر على الجميع، ويخرس جميع ألسنة وأقلام الحاقدين والضالين والمتشدقين بقيل وقال وغيرها من السخافات، ندعو الله تبارك وتعالى أن يردها إلى نحورهم، كما قال سبحانه وتعالى في كتابه الكريم: «أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا جَعَلْنَا حَرَمًا آمِنًا وَيُتَخَطَّفُ النَّاسُ مِنْ حَوْلِهِمْ أَفَبِالْبَاطِلِ يُؤْمِنُونَ وَبِنِعْمَةِ اللَّهِ يَكْفُرُونَ». ويقول الدكتور منصور مندور كبير الأئمة بوزارة الأوقاف المصرية في تصريح ل(الجزيرة) إنه لا يستطيع أحدٌ كائناً من كان أن ينكر ما تقوم به المملكة العربية السعودية حكومةً وشعبًا على الأصعدة والمستويات كافة في الداخل والخارج وفي مختلف المجالات من جهود مضنية غير مسبوقة من أجل تحقيق وضمان استمتاع ضيوف الرحمن بتأدية مناسك وشعائر الركن الأعظم من أركان الإسلام وهو الحج، الذي هو فريضة العمر الدالة على كمال الإسلام وتمام الإيمان، غير أني -كأحد علماء الدين في الأزهر الشريف- أرجو من القائمين على الحج والعمرة في المملكة وضع ضوابط للحد من استغلال الحجاج مادياً حتى من أبناء بلدانهم الذين يقومون بفرض رسوم ونفقات باسم المملكة، وقد تكون المملكة منها براء، ونحن إذ نؤكد أن المملكة العربية السعودية تحرص على تقديم الإمكانات المادية والدعوية كافة لخدمة ضيوف الرحمن حتى يتمكنوا من تأدية المناسك بكل يسر وسهولة، وفق أحكام الشريعة، ومن ثمّ بقي على حجاج بيت الله الحرام التحلي بمكارم الأخلاق وجميل الصفات، وأن يكونوا أنموذجا حضاريا للإنسان المسلم في سلوكه وتصرفاته، وفي بيعه وشرائه، وفي أخذه وعطائه.