{يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَّرْضِيَّةً فَادْخُلِي فِي عِبَادِي وَادْخُلِي جَنَّتِي} استيقظت فجر الأربعاء الماضي 10-11-1438ه بنبأ وفاة والدنا وعميد أسرتنا الشيخ محمد بن سليم الفواز يرحمه الله. هو بدون شك وقع على أثره كالصاعقة فلم أحتمل سماع ذاك النبأ لكن إيماني بقضاء الله وقدره وبأن كل من عليها فانٍ ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام؛ خفف عني وأسرتنا جميعاً هول المصيبة وإلا فشخص كذاك العلم يشاركني تلك المشاعر فيه كماً هائلاً ممن تشرف بمعرفته فما من متصل للتعزية به إلا ويقول ليس فقيد أسرتكم بل فقيد محافظة ومناطق إن جاز التعبير. كيف لا وهو من عرفه الجميع بقمة وفاء وحب للخير حيثما كان. طبعاً أعلم أن شهادتي به مجروحة، ولكن بفضل الله ورحمته يشاركني الكل تلك المشاعر، فعندما أقول إنه كتلة وفاء تمشي على الأرض، لن أكون مبالغاً فما من مناسبة فرح أو ترح تبلغ مسامعه إلا وتجده أول المشاركين مباركاً ومواسياً في كلتا الحالتين، ناهيك عما للفقيد من أياد بيضاء تجاه المحتاجين من أبناء أسرته؛ ويشهد الله كلمة حق أقولها وهو الآن في غنى عنها، ما طلبته يوماً في مشروع خيري إلا وجدته سباقاً إليه، بل ويرجوني إبلاغه بالمزيد. أما ما يتعلق بمواقفه الوطنية تجاه محافظته فيكفينا فخراً مساهمته الأخيرة السخية للمحافظة والتي رفعت رؤوسنا جميعاً. على الرغم مما كان يعاني منه من مرض عضال ولا يفوت أفراد أسرتنا أن نتقدم بوافر الشكر والتقدير والامتنان لكل من حضر معزياً أو عبر وسائل الاتصال. حقيقة المصاب جلل والخسارة فادحة ولا نقول إلا ما يرضي ربنا فإن القلب ليحزن والعين لتدمع وإنا لعلى فراقك يا أبا حمود لمحزنون، عوضك الله الفردوس الأعلى من الجنة، وعوضنا فيك خيراً وإلى الله المشتكي.. و{إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ}.