فاصلة ((ينبغي أن نتعلّم من الحياة كيف نتحمّل الحياة)) -حكمة فرنسية- خرج الألمان من الحرب العالمية الثانية وبنوا دولة كبيرة، وأصبحت اليابان بعد أن تعرضت لقنابل "هيروشيما" ذات قوة صناعية هي الأولى في العالم، والأمثلة في التاريخ كثيرة عن صمود الدول وتغيير بوصلتها من الأزمات إلى النجاحات. لا تموت الشعوب من المشاكل والأزمات لكن يقتلها الإحباط واليأس واجترار الماضي لأنه يزعزع الثقة في قدراتها بأنها قادرة على صنع التاريخ، تحبط الشعوب ليس لأن بها حروب أو صراعات ولكن لأنها اختارت اليأس والتشاؤم. النصوص والرسائل الإعلامية باتت اليوم أدوات إعلامية خطيرة في تأثيرها لاعتمادها على الصورة والتكرار، يتبرع البعض لبثها عبر وسائل التواصل الاجتماعي ويتجاهلون دورها الكبير في إشاعة روح الإحباط. على سبيل المثال الفيديوهات التي تنشر مقاطع لجرائم في مجتمعنا أو فضائح اجتماعية أو سلوكيات خاطئة ومعها التعليقات المحبطة بأننا مجتمع فيه من المثالب الكثير، أو حتى المقاطع الكوميدية التي تحمل رسائل ضمنية لعيوب الناس وتعاملاتهم السلبية في مجتمعنا حتى وصل البعض إلى مرحلة تكذيب أي من الأخبار الإيجابية والتشكيك بحدوثها، هل هي عديمة الأثر؟ حالة الإحباط الشخصي وجلد الذات المتلبسة بعض الناس والتي بات نشرها سهلا عبر وسائل التواصل الاجتماعي تشكل خطورة في إشاعة روح مريضة بالتشاؤم والإحباط تغذي النفوس الواهنة بأن الغد يحمل مخاطر على الوطن وعلى العالم بأسره. الاستهانة بالتفاؤل والأمل في نهضة الأوطان لا يقابله شعور بالهمة على تجاوز تحديات الحياة وصنع المستقبل. بل ينشر روحا انهزامية لا تليق بوطن رغم كل ما يحيط به من تحديات داخلية وخارجية إلا أنه يتجه نحو الحركة الدؤوب والإصلاح. جربوا أن نركز على إيجابيات مجتمعنا فالناس لا زال فيها الخير، وحولنا إيجابيات نستطيع أن نراها إن خلعنا نظارات الإحباط. جربوا نشر التفاؤل بدل التشاؤم، الأمل بدل اليأس، النظر إلى أجمل ما في الصورة، والامتنان بما لدينا على المستوى الشخصي والمستوى العام. لكل مجتمع إنساني مشكلاته ولكل وطن تاريخ يصنعه أولئك الذين نبذوا الإحباط وآمنوا بقدراتهم على التغلب على التحديات وإحداث الفرق. صفقوا لبزوغ الفجر حتى ينتشر الضوء واحضنوا الرغبة في النجاح حتى تستمر الحياة بسلام.