حرّك توقيعه على خطابات بعثها إلى علماء الأعصاب، و سلوك الحيوان الأحافير والأنثروبولوجيا ومراكز بحثية متخصصة في حقول معرفية مختلفة، ليسألهم و يحاورهم في جلسات بحثية ويطلب مشورتهم في نقاط معينة إزاء أي نظرية يتبناها في علم النفس و يمتحنها نقديا في أقصى امتداداتها المعرفية الممكنة؛ ليثبت أركانها متماسكةً بالعلوم المتصلة بتلك النظرية؛ ليشق طريقا جديدا مضنياً في طريقة برهنة النظريات الجديدة في علم النفس؛ ليس كما فعل بعض مجايليه أو ممن سبقه من الكبار الذين اكتفوا بتبني نظريات من اتجاه معرفي واحد دون برهنتها وامتحانها نقديا في حقول معرفية أخرى تتصل بها. استخدم تلك الطريقة لشرح ومحاولة فهم أهم الموضوعات المُقلقة للإنسان العنف أوالتدمير البشري، التي شرحها في كتابه: «The Anatomy of human destructiveness» «تشريح التدميرية البشرية» الذي صدر عام 1973م ؛ ليُسهل على الباحثين من بعده طريقة فهم ذلك الموضوع بدقة؛ بحيث تُمتحن النظرية نقديا وتُعرّض لأي حقل معرفي جَدّ أو استقلّ مع التطور البشري الهائل في العلوم والمعرفة؛ و ليفتح الأسئلة حول جدوى الاستنتاجات والنظريات التي صكّها الكثير من المفكرين الذين بحثوا في موضوعات مهمة من اتجاه معرفي واحد. بالرغم من احتدامه المعرفي مع فرويد ومن تبعه من العلماء؛ إلا أنه أضاء فرويد و هذّب أفكاره - من وجهة نظره - في كتابه: « مهمة سيجموند فرويد: تحليل شخصيته وأثره «و أبان اختلاف تصورات وتحليلات فرويد التي تأثرت وتباينت بما قبل الحرب العالمية الأولى وما بعدها بالإضافة إلى المسحة السياسية والاضطرابات التي ظهرت في حركات وجمعيات التحليل النفسي. يعود شغف جذور إنجازِ بحثه حول التدمير عند الإنسان إلى عام 1918م ، عندما كان في ألمانيا قبل أن يهاجر إلى أمريكا، ذكر في كتابه (ماوراء سلاسل الوهم : مواجهتي مع ماركس وفرويد): «عندما انتهت الحرب العالمية الأولى في عام 1918م، كنت شابا مضطربا ومهووسا بسؤال: كيف أصبحت الحرب ممكنة، وبأمنية أن أفهم اللاعقلانية في السلوك الجماعي البشري، وبرغبة عاطفية بالسلام و التفاهم الدولي...» إمضاء عالم النفس الألماني الأمريكي إيريك فروم (1900م-1980م ): تحرك على خطابات بعثها لحقول معرفية أخرى؛ ليثبت أركانه في حقل معرفي واحد..!