لم يتحرّك توقيعه إلا على خربشات المراهقة و التحدي و محاولة إثبات ذاته المُتهوّرة التي اغتالت ولي عهد الإمبراطورية النمساوية المجرية الأرشيدوق فرانز فريديناند ، ليُحرّك توقيعات أهم قادة الإمبراطوريات حول العالم على أوراق أوامر تحريك الجيوش التي عكست في أعماق جذورها الأحقاد الدفينة بين الإثنيات و العرقيات المختلفة و حب السيطرة و شهوة التوسع في الجغرافيا ؛ لتنتهي بميلاد أقاليم و دول جديدة غيرت خارطة العالم بعد التوقيع على أوراق معاهدات و اتفاقيات بين تلك القوى المتحاربة . يُعدُّ مثالا أساسيا على بنية خروج الأفراد المراهقين الذين يعيشون في الهامش و يملكون قوة مباغتة و كامنة و يملكون أفكارا سلبية أو إيجابية فائقة التأثير المباغت و قابلة للامتداد خارج الحدود في مفهوم الدولة الحديثة التي أصبحت تتكرر في العصر الرقمي تماما كما حصل مع إدوارد سنودن الذي أشعل إرباكا دبلوماسيا ما بين عدّة دول لاسيما بين القوتين روسيا والولايات المتحدةالأمريكية ، حتى و إن كانوا قلة إلا أنهم حال ظهورهم يكون لهم الأثر الهائل الذي لا يمكن التنبؤ بامتداداته. الآن بعد مرور زهاء مئة عام ، تحضرُ شخصيّته كأنموذج للشخصيات التاريخية المُتنازع عليها فالصرب يرونه بطلا قوميا. في عام 2015م ، افتتح الرئيس الصربي توميسلاف نيكوليتش تمثال ذلك المراهق في وسط بلغراد الذي قال عنه : « اليوم لا نخاف الحقيقة ، كان بطلاً ، رمزا للحرية ، قاتلا للطغاة ، و من حرر أوروبا من العبودية .. « ؛ ليؤكد أن النظرة البشرية للأحداث تتغير عن لحظة النظرة الآنية لوقوعها حيث تنجلي الكثير من الحقائق في زمن لاحق عند كل الأطراف الذين يحملون وجهة نظر مختلفة إزاء حدث معين ؛ بينما من ورث و وقف في صفّ الإمبراطورية النمساوية يرونه مجرماً استحقّ السجن و المحاكمة و الإعدام ، تعود جذور ذلك الاختلاف أساسا إلى النزاع البشري التأويلي الأزلي حول المصطلحات و تعريفها مثل الإرهاب و غيرها. إمضاء: جافريلو برينسيب: ( 1894م-1918) : تحرك على خربشات المراهقة بمزاج قوميّ ؛ لتنضاف إلى كتاب التاريخ الجدلي ..!