عندما يتعامد الظل على أرضٍ متعرجة، ربما أستطيع حينها أن أرتفع قيد رمح لأقيس استقامة العالم الموازي الذي نشعر به ولا نراه، لطالما آمنت أن حيوات أخرى تسمى الواحدة منها (الحياة الافتراضية) غير أن من بلغوها قلة، ولا يمكن لأحد أن يبلغها إلا بشق الإحساس! وعلى قدر أمنيات الوصول تكون الراحة، وعلى قياسات الرغبة واشتهاء العين، واستدعاءات الذاكرة الفولاذية، وتضخم التفاصيل الدقيقة التي تزيح الأهم لتكون هي المهمة، ربما يكون التعب، وذلك في حال خفت الإحساس لا قدر الله، واختفت حاسة الاستشعار، حينها لن يفيد الاستقراء ولن يحقق الاستقرار، وسيكون الهروب من واقعية الحياة مجرد ملامسة فاشلة لوضع الدوران في حلقة مفرغة!. إن ذلك الاستشعار هو ما يجعل كل التفاصيل الدقيقة تقفز إلى رؤوسنا، وتحفظها كذكرى أو كرغبة في الحياة، وهذا الاستشعار هو ما يجعل كل من يملكه إما فناناً أو كاتباً أو مبدعاً بطريقته في هذه الحياة، بينما من لا يملك ذلك الاستشعار الشديد ينصرف إلى واقعية مملة، وينغمس في جدية بائسة، فينسى أو يتناسى أن يغذي قلبه، وهو ليس عيباً على الإطلاق، لكنه أمر متعب كما أن الانصراف إلى الخيال أيضاً أمر متعب ولكنه تعب لذيذ. ولأنني بدأت الحديث بالظل. فإني أود أن أسأل عن ماهية اهتمامنا بالظل؟ وهل يمكنه أن يسير معنا فنؤثر عليه أو يؤثر علينا؟ وهل يستشعر الظل غباءنا في بعض الأحيان ونحن نراه ببلاهة؟ ونحدق فيه دون أن نقرأ ملامحه الغائبة؟ وهل نستشعر نحن آلام الظل ونحن نرمي عليه إسقاطات الوجع والسراب؟ ومن منا ملتصق بالآخر عندما تكون الشمس هي الفيصل من بيننا؟ هل نحن ملتصقون بالظل أم أن الظل هو الملتصق بنا؟! فالنية هنا قد تتدخل لتبقي الصراع قائماً لو حاولنا حسمها بالاتجاه والسرعة والمسافة عند حركة أحدنا؟! ومن منا يغيب عن الآخر عند حلول الليل؟!. أسئلة كثيرة ستتوالد لو سمحت لنفسي بذلك، فلا يمكن لشخص ما أن يلج الحياة الافتراضية الموازية إلا بطرح الأسئلة؟!. - عادل بن مبارك الدوسري [email protected]