ما أصعب الفراق على الأبناء والأحباب والأصدقاء والأقارب، فليس هناك أصعب من الفقد ومر الرحيل ومن قساوة الخبر والفاجعة خصوصاً إذا كان قريباً كالخال أبا فالح ولكن هكذا هي سنة الله في خلقة، لا شفاعة في الموت ولا مفر منه وكلنا راحلون.. فهادم اللذات لا يعرف مريضاً أو سليماً، فهنيئاً لمن اعتبر واتعظ وصبر واحتسب، وهنيئاً لمن لاقى ربه وقد صلح عمله، وهنيئاً لمن رحل عن الدنيا وترك سيرة طيبة مع الجميع ومن الجميع، كل من يسمع أو يذكر اسمه يردفها بعبارة (الله يذكره بالخير) فيحظى بالحسنيين خيري الدنيا والآخرة ويدرك أن الموت راحة للأتقياء وموعد في حقهم للقاء، لقد تألمت كثيراً بخبر وفاة الخال حمد بن فالح الحباي في الثالث من شهر شوال لعام 1438 ه الساعة الرابعة مساءً. أبا فالح إن القلم ليرتجف وإن العين لتدمع ألماً وحزناً وإني لأجد غصة في قلبي كلما هممت أن أكتب كلمات لرثائك لقد رحلت ورحل معك ذلك الوجه المشرق المتلألئ بنور الإيمان وطاعة الرحمن، لقد رحلت عن الدار الفانية فذرفت الدموع وتوجع الأهل والأحباب وكل من عرفك وتعامل معك وقابلك لأن الطيبة والسماحة والتواضع كانت علامة بارزه في سيرتك العطرة ومع الجميع الصغير والكبير والتعامل الإنساني من سماتك الرائعه لذلك فقد كانت مساحة احترام الآخرين لك كبيرة وكانت مساحة حبهم في قلبك أكثر وأكبر ولقد كنت محباً للجميع ومحبوباً من الجميع رجالاً ونساء وبلا شك محبة الناس قبس من محبة الله ومن أحبه الله ابتلاه، فهنيئاً لك فقد كنت صابراً محتسباً رغم ما تقاسيه من الآلام والأوجاع، لقد رحلت عن دنيانا تاركاً حبك للجميع، لقد تأصلت بك كل معاني الإنسانية والأخلاق الكريمة التي لمسها كل من عرفك بعفة اللسان وسلامة الوجدان وصفاء السريرة. لقد ودعنا جسماً وودعنا كياناً شامخاً ورجلاً مميزاً وإنساناً متألقاً دائماً وفي منزلك العامر يحرص الجميع على الاجتماع بك ويشهدهم إلى ذلك كرم ضيافتك وترحيبك بهم، وعلاوة على ذلك ابتسامتك التي لا تفارق محياك، فكانت رمزاً لشخصيتك المحترمة.. أبا فالح أقول لزوجتك الكريمة ولأبنائك البررة ولإخوانك المحترمين ولجيرانك الأوفياء، أبا فالح فقيد الجميع الذي امتلأ المسجد للصلاة عليه واكتظت المقبرة لتوديعه لمثواه الأخير ويصدق في ذلك قول الأمام أحمد الموعد الجنائز. وداعاً أبا فالح إذ تغيب عن ناظري ولكنك ستبقى في خيالي وذاكرتي.. وداعاً يا رمز الأدب والاحترام وداعاً يا طيب القلب واللسان.. وداعا يا مدرسة العطاء والبذل وداعاً يا صاحب الحكمة والدعابة البريئة والابتسامة الحانية والظل الخفيف.. وداعاً صاحب الخلق الرفيع الذي يفيض بالحب والرحمة للجميع، وداعاً صاحب العفو والتسامح إلى اللقاء في جنة عرضها السموات والأرض أعدت للمتقين، اللهم أجبر مصابنا في فقيدنا أبا فالح، وألهمنا جميعاً الصبر والسلوان إنه ولي ذلك والقادر عليه.. وما نقول إلا كما قال الله -عز وجل-: {إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ}. ** **