تهاوي نظام الملالي، وانهياره، وغدوه مجرد ركام، وأثر من الماضي، بعد أن تؤول الأوضاع إلى التقسيم؛ بسبب خسائرها الكبرى في المنطقة، وربما يكون القشة التي ستقصم ظهر البعير، وستسفر - في نهاية المطاف - عن انتكاسة كبرى لسياسة إيران العبثية، وخسارة فادحة؛ نتيجة التقاء مصالح كبرى على ذلك السيناريو القادم؛ كونه سيقضي على أوكار تصنيع، وتصدير، وتمويل الإرهاب المنظم، وهو ما أكده - الأمير - تركي الفيصل بن عبدالعزيز - خلال كلمته في فعاليات المؤتمر السنوي العام للمقاومة الإيرانية -، الذي عقد في - العاصمة الفرنسية - باريس، ب « أن سلوك النظام الإيراني في طهران لا يؤهله لأن يكون نظاماً ديموقراطياً، بل سلوكه دموي ديكتاتوري..، وهي تثبت أنهم مجرمو حرب، يجب أن يقدموا للمحاكمة في محكمة الجنايات الدولية». في الوقت الذي ينطوي المجتمع الإيراني على الخواء الروحي، والانحراف الأخلاقي، والسلوكي، فإن يأس الداخل من إدارة البلاد، وقوة المعارضة في الخارج، - إضافة - إلى محاولات التمدد الإقليمي، والإنفاق على ميليشياتها، وأذرُعها بالدول العربية، والذي وصل حجمه إلى 30 بليون دولار سنوياً، من أهم الدلائل على قرب سقوط النظام الإيراني، واندلاع ثورة جديدة بلا عمائم، وهو ما يؤكده تقرير صادر من - مركز المزماة للدراسات والبحوث -، أن من مسببات الثورة التي تشهدها إيران، وتدفع بالشعوب الإيرانية - ترغيباً وإجباراً - إلى الخروج في وجه النظام، الاضطهاد، والقمع الذي تمارسه الأجهزة - الأمنية والعسكرية - الإيرانية في حق الشعوب غير الفارسية، وضياع حقوق المواطن الإيراني، وسلب حريته، والفقر، والبطالة التي زادت عن حد استيعاب المجتمعات لها، وتفشي الفساد - المالي والإداري -، وانتشار الجرائم، والمخدرات، والأمراض، واستفحال كل المشكلات - الاقتصادية والاجتماعية -، ووصولها إلى درجة الانفجار، وهدر الأموال في التدخل في شؤون الغير، ودعم، وتمويل الجماعات الإرهابية، واتساع الفجوة بين طموح، وفكر الشباب الصاعد، وأيديولوجية، وعقلية النظام الإيراني التي أصبحت بمنظور الشباب الإيراني منتهية الصلاحية، ولا يمكن من خلالها تنمية، وتطوير البلاد، ومواكبة الحداثة، والعصرنة، - وكذلك - الصراع الدائر بين التيارات السياسية، والخلافات بين المؤسسات العسكرية، وتبادل الاتهامات حول الكثير من القضايا - الداخلية والخارجية -، وتغليب المصالح - الحزبية والفردية - على المصالح العامة. وتشير تطورات الأحداث الجارية على الساحة الإيرانية، وزيادة الاشتباكات المسلحة بين مجموعات معارضة، ورافضة للنظام الإيراني، وقوات من الحرس الثوري - كما ورد في التقرير -، إلى أن إيران تسير نحو التقسيم، وما يعزز هذه التكهنات: خروج أصوات قوية من داخل القوميات غير الفارسية، ترفض علناً حكم ولاية الفقيه، وتطالب بالانفصال، والاستقلال، ويبدو أن باكورة هذه الانقسامات سيقودها الأكراد، الذين أعلنوا أن لا خيار أمامهم سوى استمرارية القتال؛ للحصول على حقوقهم - بحسب ما أعلنه القائد العسكري للحزب الديمقراطي الكردستاني الإيراني -، والذي أكد أن الأكراد يعانون الكثير، ولا خيار لهم سوى القتال، - وإذا لزم الأمر - فإنهم سيعلنون انتفاضة ضد النظام الإيران. دلالات قرب انهيار النظام الإيراني في ظل الانتهاكات الواسعة التي يمارسها - داخلياً وخارجياً -، وإحلال الحرية، والديمقراطية، واحترام حقوق الإنسان، وتحقيق السلام، والاستقرار في المنطقة، ستزيد من وتيرة الاحتجاجات، والانتفاضات، والتي هي نفسها الأسباب، والسياسات الفاشلة التي قادت لسقوط نظام الشاه في عام 1979؛ الأمر الذي وصفه - اللورد - كين ماجينوس - عضو مجلس اللوردات ورئيس شعبة العلاقات الخارجية في البرلمان البريطاني -، بأن: «الوضع الآن في إيران في حالة سقوط حر»، أي بداية مرحلة الانهيار الفعلي، وشدد ماجينوس على أنه من المهم لدول الجوار: «الاستعداد لمساعدة الشعب الإيراني في حال سقوط النظام»، ويضيف ماجينوس أن استمرار سياسة القمع، والتهديد، والتوسع باستعمال الإرهاب، ستتسب في توسيع نطاق الحرب قبل انهيار النظام الملالي، لذلك يجب على الجهود الدولية التدخل لتحجيم نظام طهران، ومليشياته؛ لتقليل الأضرار الناتجة عن تلك السياسات الجائرة، إلا أنه حذر من أن الضغوط الداخلية في إيران، قد تعمل - بشكل كبير - على تفجير ثورة جديدة داخل إيران ضد نظام جعل من بقائه الأولوية، ضارباً بعرض الحائط احتياجات شعبه، وأمن، واستقرار المنطقة.