لم تكن تكهنات رجال السياسة في العالم الذين توجهت أنظارهم للمملكة العربية السعودية تشك في أن ولي العهد الشاب القادم «محمد بن سلمان» هو رجل المرحلة القادمة برؤيته التي تحمل رسالة للشعب السعودي بصفه خاصة، وللعالم بصفه عامة، بل إن هذه التكهنات كانت تشير إلى عهد جديد يقوده رجل «بعقل حكيم وطموح شاب وعزم قائد وتطلعات وطن»، ولكن هذه التكهنات بكل ما تمتعت به من نظرة بعيدة وأفق واسع لم تكن لتستوعب أن الانتقال سيتم بهذه السلاسة التي اختصت بها الأسرة الحاكمة أسرة «آل سعود». ويُعد هذا الأمر طبيعيًّا لمن يعرف بطبيعة الشعب السعودي الذي عُرف بولائه وحبه وانتمائه للأرض؛ فهم يدينون بالطاعة لمؤسس هذا الكيان، بل كان الشعب السعودي بنظامه الملكي الوحيد على الإطلاق الذي حظي بثقة الشعب بجميع فئاته وتوجهاته؛ فلا مكان لدعاة المعارضات كما في غيرها من الدول، ولا مكان لمدعي الديمقراطية والحريات المزيفة التي كانت سببًا في أزمات الشعوب، وتلطخت أيدي زعمائها بالدماء.. فالبيعة لدى الشعب السعودي مبدأ أصيل، له جذوره الدينية، ويرتبط بالعقيدة. حضر «محمد بن سلمان»، وفرض وجوده بكاريزما سياسية مختلفة، لفتت أنظار الجميع، وبشخصيته القيادية التي ورثها كابرًا عن كابر، وبحضوره خفت وهج من حوله، وتجلت صورته تحمل للوطن إرهاصات تنمية وطنية شاملة، تبدأ بالإنسان شريكًا للتنمية واضعًا المواطن بجواره؛ ليكون دافعًا له لتحقيق رؤية الوطن. لم يكن محمد بن سلمان في نظر نفسه زعيمًا ابن زعيم وحفيد زعيم حين جسد أمام العالم ما يتربي عليه أبناء القادة والزعماء تواضعًا في الأسرة الحاكمة، بما يدل على أصالة القيم الأخلاقية.. فتحترم الكبير، وتنزله منزله، وتقدر طموح الشباب وتستوعبها.. فكانت مقاطع مراسم تسلمه ولاية العهد نموذجًا تربويًّا وأخلاقيًّا لقيمة الوفاء للمخلصين ولقيمة الإجلال للكبار. بيعة ولي العهد «محمد بن سلمان» التي حظيت بتأييد على مستوى القيادات في العالم، وعلى المستوى الشعبي، تؤكد بما لا يدعو مجالاً للشك أنه بالفعل رجل المرحلة القادمة على جميع الأصعدة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والعسكرية.. وهو قادر على قيادة تحالف عربي إسلامي، يحفظ لبلاد العرب والمسلمين هيبتهم ومكانتهم، ولديه مهارات عالية في كسب ثقة العالم سياسيًّا وعسكريًّا واقتصاديًّا، وتمكن من عقد شراكات تخدم سياسة المملكة، وتحترم سياسات الدول الأخرى ما لم تمس أمن وطننا وسيادته. وفي كل الأحوال فإن وحدة الوطن ولحمته يجسدهما الشعب السعودي في كل موقف سياسي وأمر ملكي يقرره ولي الأمر، بل كانت مباركة الشعب السعودي لكل القرارات والأوامر الملكية رسائل موجهة للعالم المحيط بنا ولكل من ينظر لنظام الحكم السعودي بنظرة قاصرة، اعتقدت في أكثر من مرة أننا شعب يتحين الفرص ليثور، فكانت ولاية العهد «لمحمد بن سلمان» وتأييد الشعب لها بكل فئاته ردًّا مفحمًا بلغة شعب عاش بسلام ويحب السلام ويسير بنهج ربنا السلام.