ما يصدر من تصريحات من الحكومة القطرية تجاه المقاطعة الخليجية والتي تأخر اتخاذها لأكثر من عشرين سنة يبدو أنها لا ترى في تصرفاتها ما يستحق تلك المقاطعة, وتبرر ذلك بأن ما تقوم به من تصرفات هو حق سيادي, بدليل ما صرح به رئيس الوزراء القطري السابق الشيخ حمد بن جاسم في مقابلة مع تشارلي روز, بأن قطر لا تقف ضد أي دولة خليجية بوجود علاقات لها مع دول أخرى سواء مع إيران أو الأحزاب المُعلن عنها كأحزاب إرهابية أو أفراد. ونقول لقادة الحكومة القطرية الأفاضل رداً على هذا الكلام وغيره, إن علاقة دولة قطر مع بعض الدول أو الأحزاب أو الحركات الإرهابية ممن يتخذون القتل والدمار شعارا لهم لن يحقق للمنطقة السلام, بل يستنزف طاقات دول المنطقة عسكريا واقتصاديا وبشريا, وما تقوم به الحكومة القطرية من ممارسات, سوف يقف عائقا ضد تنمية وتطور المنطقة, ولن يحقق الاستقرار والأمن والرخاء لشعوبها, وخاصة لدولة قطر الشقيقة. وللنظر للموضوع من زاوية أخرى وفق المنطق والمنظور القطري, فإذا كانت حكومة قطر ترى في علاقاتها بتلك الدول والأحزاب تحقق مصالحها السلمية, فلماذا إذا لا تكسب مكانة عالمية مرموقة في السياسية الدولية, وتتبنى توجها آخر للسلام, وتعمل على حل بعض قضايا المنطقة والنزاعات العالقة, كالقضية الفلسطينية مثلا, وخاصة أن لها علاقات مع كل من إسرائيل وإيران, وحركة حماس , وحزب الله, إذا لتسعي حكومة قطر لتحقيق السلام المنشود, لقضية طال أمدها وتشرد شعبها لأكثر من ستة عقود, وعانى حربا وقتلا وسجنا. للأسف تلك الجماعات المحرضة على الكراهية والفرقة ممن تتشبث بهم الحكومة القطرية اليوم, وممن يتخذون العنف سلاحا لهم, هم من تسبب في المزيد من الهلاك والدماء والقتل لهؤلاء الأبرياء بتعاونهم مع إسرائيل. فإذا رأت الحكومة القطرية أن في علاقاتها مع تلك الدول والجماعات المحرضة مصلحة لها, وانها سوف تحقق السبق بإحلال السلم والأمن والاستقرار للمنطقة بعلاقاتها بمن منحتهم الأولوية على من يشاركونها روابط الدم والجوار والمصير, نقول لها عليها أن تدرك من هو الخاسر الأكبر في نهاية المطاف. ** **