خسر المنتخب السعودي مباراته المفصلية أمام المنتخب الأسترالي، وأقول مفصلية لكون الفوز فيها كان من شأنه أن ينقل الأخضر مباشرة إلى مونديال روسيا 2018، ولكن الله شاء أن لا نتأهل من أستراليا ونبقى على أمل التوفيق في الفوز بآخر مواجهتين لنا في التصفيات أمام الإمارات ثم اليابان، وهما المواجهتان اللتان بات الفوز فيهما لزاماً من أجل تحقيق الحلم.. وبكل صراحة ووضوح وعطفاً على ردة فعل الشارع السعودي عقب الخسارة من أستراليا أتمنى صادقاً وأدعو الله بأن تتوقف الخسارة عند نقاط المباراة ولا تصل لنقاط أبعد حيث التعصب الممجوج للأندية في ظل التساهل مع من يقودون مدرجات التعصب من مروجي ثقافة الصراخ. نعم الأخطاء الفردية وارتباك الحارس ورباعي الدفاع من أمامه كانت السبب في سلب نقاط أستراليا من الأخضر، الذي تفوق ميدانياً وتحديداً في الشوط الأول، ولا أبالغ إن قلت بأنه تفوق في مجمل أوقات المباراة عطفاً على الأداء الهزيل لمنتخب أستراليا بدليل الأهداف السعودية المتحركة والتي وصل خلالها اللاعبون لمرمى «الكنغر» عبر جمل فنية، فيما جاءت أهداف الأستراليين من أخطاء فردية وجماعية «تشتت في التمركز وغلق المساحات»، بل وزد عليها عدم قراءة مارفيك الجيدة للشوط الثاني والذي عادة ما يضرب خصومه فيه إلا أنه هذه المرة تجرع من الكأس ذاتها وخسر في الشوط الثاني. أقول نعم خسرنا بأخطاء فردية وبأداء غير متوقع من بعض اللاعبين ثم ماذا، هل انتهى العالم؟.. أم توقفت الكرة عن الركض؟.. أم ماذا؟. الأمل لايزال موجوداً والفرصة لاتزال متاحة أمام نجومنا للعب في المونديال وبأقدامهم وأيديهم هم عبر الفوز في آخر مباراتين؛ نعم نجومنا وحتى الذين اخطأوا منهم في مباراة أستراليا هم أنفسهم نجومنا الذين أمتعونا وأبهرونا ورفعوا اسم الوطن عالياً في الجولات الماضية، وهم من ركضوا والتحموا واختلط عرقهم في عشب ملاعب منافسيهم من أجل صناعة الفرح للكرة السعودية.. وعلينا أن نتحمل خطأهم ونحتويهم ونقدم لهم الفرصة للاعتذار بطريقتهم بدلاً من تكسير مجادفهم وقتل أحلامهم. أما ما يفعله المهرجون وصغار العقول من بعض من يسمون أنفسهم إعلاميين وبعض المتعصبين من الجماهير من تفرقه بين اللاعبين وفق ألوان الأندية فهذا لعمري قمة الغباء وإلا كيف يروج هؤلاء بعد الفوز لفكرة أن المنتخب السعودي فاز بسبب روح اللاعبين ودعم الجماهير فيما يردد بإحباط وربما في تندر أحياناً عند الخسارة بأن المنتخب السعودي خسر لأن من يمثله معظمهم من نادٍ واحد، أو لأن المدرب لم يضم اللاعب العلاني واستبعد اللاعب الفلاني. حدثني عن الجهل أحدثك عن هؤلاء الذين لا تتعدى نظرتهم أرنبة أنوفهم، ولا يعون بأن المنتخب يمثل الوطن ويمثل الشعب وأن كل لاعب يرتدي الشعار الأخضر يجب أن ننسى لون ناديه وندعم الأخضر الذي يرتديه، فالفوز سيحسب للوطن والتاريخ سيسجله لمنتخب الوطن وليس لناد بعينه. وأتمنى من كل قلبي أن يتنبه العقلاء وهم الغالبية بين الجماهير السعودية لتلك الجزئية المهمة ويساهموا في توعية من حولهم من المتعصبين ويذكرونهم بأن مدرب المنتخب لم يتغير فهو نفسه الذي بدأ معهم وهو نفسه من يختار اللاعبين وهو نفسه من امتدحناه وامتدحوه هم أنفسهم كثيراً لحنكته وقوة شخصيته. وعلينا جميعاً أن نتذكر أن الخسارة ليست نهاية المطاف وأن الأمل لا يزال متاحاً أمام منتخبنا للفوز بإحدى البطاقتين المباشرتين المؤهلتين للمونديال، وسيتأهل بإذن الله إذا توحدنا خلفه جماهير وإعلاماً وإداريين وفنيين ولاعبين. * ثانية «العقبة الوحيدة بينك وبين تحقيق حلمك هي الرغبة في المحاولة والإيمان بإمكانية تحقيقه». - جولي براون ** **