نعم، فاز الأخضر على المنتخب التايلاندي في واحدة من مبارياته المفصلية المهمة في مشوار التصفيات المؤهلة لمونديال روسيا 2018 م، وصحيح أنها ثلاث نقاط ثمينة حققها خارج أرضه، واصل بموجبها صدارة المجموعة، لكن هذا في مفهوم المنافسة الشرسة والمتقاربة بين منتخبنا واليابان وأستراليا والإمارات لا يبرر التغني بالصدارة وبث التفاؤل المبالغ فيه حد الجزم بأننا تأهلنا بالفعل إلى روسيا، بل يفرض علينا جميعًا كإعلام وجماهير وأجهزة إدارية وفنية ولاعبين نسيان نتيجة تايلاند، والتفكير بجد وتحفز واهتمام بلقاء منتخب العراق الشقيق غدًا الثلاثاء أمام جماهيرنا الوفية في ملعب الجوهرة. حسابيًّا ومعنويًّا، يعد لقاء العراق من اللقاءات المصيرية لمنتخبنا في السنوات العشر الأخيرة، ومنعطفًا مهمًّا ومؤثرًا على منافسته وحظوظه في التأهل للمونديال، بغض النظر عن نتائج المنتخبات الأخرى؛ الأمر الذي يتطلب من اللاعبين ومسيّري المنتخب الاستعداد له بدنيًّا ونفسيًّا وفنيًّا وإداريًّا بما يتلاءم مع أهميته، وبالقدر الذي يحترم قوة وتمرس المنتخب العراقي المتعادل في المباراة الأخيرة مع الأسترالي المنتخب الأبرز في القارة الآسيوية. أخيرًا، أتمنى من نجوم منتخبنا أن يفهموا معنى وقيمة الفوز على المنتخب العراقي، وأن يدركوا جيدًا أنه سيقرّبهم أكثر إلى روسيا، وإلى تحقيق حلم وصولنا الخامس للمونديال، وأن وجودهم هناك مع النخبة ومع ألمع وأشهر نجوم العالم يمثل لهم على المستوى الشخصي إنجازًا تاريخيًّا لا يتكرر بسهولة، في حين أن الخسارة أو التعادل سيضعانهم في مأزق الحسابات الصعبة المعقدة.. دعواتنا لمنتخبنا بالتوفيق لاستعادة مجد وعز وهيبة الكرة السعودية، والصعود بها إلى القمة حيث المكان اللائق بها وباسمها وتاريخها ومكانتها عالميًّا.. ما زال العبث مستمرًّا! مع منتخبات الوطن تنكشف الأسماء المتهورة في تصرفاتها وأطروحاتها، المتعصبة لأهوائها وعواطفها وأنديتها.. رأيناها في مناسبات وأحداث سابقة تتعامل مع لاعبي المنتخب بأسلوبها المتشنج العدواني نفسه الذي تمارسه في منافسات الأندية والملاسنات الإعلامية الفجة.. اليوم وغدًا، وفي المرحلة المقبلة من تصفيات كأس العالم التي ستحسم أمر تأهلنا -بإذن الله- للمونديال من عدمه، لا تتحمل المزيد من العبث الإعلامي من أقلام وأصوات، وجدت نفسها فجأة تقود المطبوعات، وتتصدر البرامج، وتؤثر سلبًا على ثقافة وعقول وأفكار جماهير، لا تدرك خطورة ما يصل إليها من ترهات وممارسات مؤذية ومدمرة.. بعد لقاء تايلاند الأخير الذي كسبه الأخضر، وتفوق فيه مستوى وعطاء ونتيجة، سمعنا وقرأنا من هذه الفئة عبارات تؤكد ما ذكرته، وتثبت تدني تفكيرهم وبجاحة نظرتهم للمنتخب ونجومه وأجهزته، وهذا يعيدنا إلى ما سبق أن طرحناه فيما يتعلق بتطبيق قرار مجلس الوزراء حول التعصب الرياضي، وضرورة متابعة ومحاسبة هؤلاء بلا تمييز أو تسويف منعًا لتماديهم، وإنقاذ المجتمع قبل المنتخب من شرورهم..!