وجه الجيش الفليبيني أمس الثلاثاء نداء إلى المسلحين المتمردين المتحصنين في أحد أحياء مدينة مراوي جنوب البلاد مطالبًا باستسلامهم لتفادي إصابة آلاف المدنيين العالقين فيها، وإلا فمصيرهم الموت. وقتل أكثر من مائة شخص في أسبوع من المعارك، منذ إقدام مسلحين أكَّدوا انتماءهم إلى تنظيم داعش على تخريب بعض أحياء المدينة التي تعد مركزًا للثقافة الإسلامية في البلاد. وأعلن الرئيس رودريغو دوتيرتي فرض الأحكام العرفية في مجمل منطقة مينداناو التي تضم 20 مليون نسمة. لكن المتمردين الذي قدر قادة الجيش عددهم بنحو مائة في مرحلة أولى، ما زالوا متحصنين منذ ثمانية أيام وسط الغارات الجوية وحرب الشوارع، ما حدا بالسلطات إلى مطالبتهم بالاستسلام الثلاثاء. وفي تصريحات لإذاعة «دي زد بي بي»، قال المتحدث باسم الجيش رستيتوتو باديلا: «إننا نوفر للموجودين في الداخل فرصة الاستسلام. ما زالت أمامكم فرصة لإلقاء السلاح». وتابع موجهًا الحديث إلى المسلحين «الأفضل أن تفعلوا، لتفادي تعرض أي شخص إضافي لكل هذا وتدمير أي مبنى آخر». أضاف أن «عدم الاستسلام بالنسبة إلى المتمردين يعني موتهم المحتم». وتقدر السلطات عدد السكان العالقين في المدينة حيث الأكثرية مسلمة في البلد الكاثوليكي بأغلبيته، بنحو ألفي شخص من أصل سكانها ال200 ألف. وأقر قائد شرطة مراوي بارسون اساديل لوكالة فرانس برس أن «هؤلاء المسلحين يتقنون القتال. يبدو أنهم تلقوا تدريبًا ما». وأضاف أن واحدًا من رجاله على الأقل قتل، وفقد خمسة آخرين. وبلغت حصيلة القتلى الرسمية 19 مدنيًا و17 جنديًا وثلاثة شرطيين و65 ناشطًا، ومن المرجح ارتفاعها. وأفادت اللجنة الدولية للصليب الأحمر التي تحاول مساعدة العالقين، أن الناس يموتون من الظروف القاسية والرصاصات الطائشة، وسط انقطاع الكهرباء والماء والغذاء والرعاية الطبية. واندلعت أعمال العنف عندما اجتاح عشرات المسلحين مراوي ردًا على محاولة قوات الأمن القبض على ايسنيلون هابيلون، الذي يعد زعيم تنظيم داعش في المدينة.