غداة تأكيد الجيش الفيليبيني تحقيق اختراق كبير في المعارك التي يخوضها منذ خمسة أشهر ضد مسلحي جماعة «ماوتي» الموالية لتنظيم «داعش» في مدينة مارواي (جنوب)، عبر قتل زعيمهم عمر ماوتي وزعيم «داعش» في جنوب شرقي آسيا إيسنيلون هابيلون، أعلن الرئيس الفيليبيني رودريغو دوتيرتي أن مدينة ماراوي (جنوب) «تحررت من نفوذ الإرهابيين». تزامن ذلك مع رفع الجيش مستوى الإنذار في جزء من جنوب الفيليبين تحسباً لاعتداءات انتقامية ينفذها موالون للمسلحين. وقال دوتيرتي على مسرح في قاعة رياضية سقفها مدمر قرب لافتة تحمل صوراً كبيرة لمسلحين قتلى: «أعدكم أن هذا الأمر لن يتكرر، وأن نبدأ إعادة تأهيل المدينة». وبعد مغادرته، التقط الجنود صوراً لهم أمام المبنى المتضرر، فيما رفع آخرون علم الفيليبين على دبابة. ولاحقاً، أوضح رئيس الأركان الجنرال إدواردو آنو أن «القتال ما زال مستمراً في إطار أعمال تمشيط تشمل بين 20 و30 مسلحاً، ما زالوا في المدينة، لكن لا يمكن أن يخرجوا منها أو أن يدخل أحد إليها بأي حال من الأحوال، لذا يمكن اعتبار العدد القليل لما تبقى من الأعداء مسألة تطبيق القانون لا تشكل تهديداً خطراً يعرقل إعادة التأهيل». وأشار إلى أن بين 6 و8 أجانب بين هؤلاء المسلحين، ويتواجدون في منطقة المعارك التي تشمل 60 إلى 80 مبنى، علماً أن الناطق العسكري الفريق جنرال رستيتوتو باديلا كشف أن الماليزي محمود أحمد الذي يعتبر خليفة هابيلون المحتمل في المنطقة، أحد أهم أهداف العمليات الجارية. وقال أحمد كومار راماكريشنا، خبير الإرهاب في «كلية س. رجاراتنام للدراسات الدولية» في سنغافورة، إن أحمد «سيتولى حتماً في حال نجاته من المعارك قيادة المسلحين التابعين لداعش في جنوب الفيليبين». ويعرف عن أحمد أنه محاضر جامعي في ماليزيا ساعد في جمع مال من الخارج لمصلحة الارهابيين وعمليات التجنيد. إلى ذلك، كشف نائب قائد القوة التي تواجه الإسلاميين الكولونيل روميو براونر، أن الجنود يحاولون إنقاذ نحو 20 رهينة. وكان مسلحو ماوتي احتلوا بعض أنحاء ماراوي، المدينة المسلمة الكبيرة في الفيليبين ذات الأكثرية الكاثوليكية، بعد محاولة فاشلة نفذتها قوات الأمن لاعتقال هابيلون. وتعرض المتمردون لحملة مستمرة من القصف الجوي المدعوم من الولاياتالمتحدة ومعارك ميدانية طاحنة مع الجيش في المعركة الأطول التي تجري في البلاد ضمن منطقة سكنية منذ الحرب العالمية الثانية. وقالت الملحقة الإعلامية في السفارة الأميركية مولي كوشينا: «سنواصل العمل مع القوات الفيليبينية في المراحل الأخيرة من هذه العملية، ونتطلع إلى التعاون في ضمان إعادة الاستقرار وإعادة التأهيل في ماراوي».