دون أدنى شك أن بلادنا نجحت في تنظيم وإطلاع العالم على القمم الثلاث في أعلى جودة في المهنية والإبداع، وهو نجاح يعد من المرات القلائل التي نتفوق بعرض المؤتمرات وإطلاع العالم الخارجي أكثر من عرضه للداخل السعودي أو حتى الخليجي كما كانت تتبعه سياسات المؤتمرات السابقة، وهو تقليد متبع في دول الخليج والدول العربية تغييب البعد الدولي في أعمالنا. نجحت بلادنا في التنظيم والإدارة والعرض للقمم الثلاث، الأمريكية والخليجية والإسلامية على النحو التالي: أولاً: السياسة، وجهت القمم لتكون تحت عنوان "مؤتمر أمريكا والعالم الإسلامي" دون أن يكون أي دور لدول مثل أوروبا وروسيا والصين واليابان وحتى دول أمريكا الجنوبية، وهذا قلص من حجم المجاملات الدولية، والاتفاقيات البروتوكولية المجانية، وجعل المؤتمر يتركز في محاور رئيسة ومثمرة. ثانياً: الاقتصاد والصناعات، تم توقيع اتفاقيات وتعهدات واقعية بين الحكومة السعودية والأمريكية، وبين شركات البلدين، والمؤسسات الصناعية والتقنية بواقع فعلي وليس نوايا، أعلنت عن أرقامها المالية وأسماء الشركات ونوعية الاستثمار. ثالثاً: الدبلوماسية، أظهرت الدبلوماسية السعودية مهارتها وقدرتها على إقناع الدول بالحضور، ثم إدارة الحوار، وجعل القمم الثلاث تنصهر ببعضها لتصبح موضوعاً واحداً يدعو لمكافحة الإرهاب، والتنمية الشاملة، والاستثمار المتبادل. رابعاً: التشريفات والعلاقات: تفوقت إدارة التشريفات والعلاقات في تقديم السعودية في أجمل عروضها من حيث إدارة الوقت والجموع والشخصيات في مراسيم بروتوكولية دقيقة ومنضبطة في حركة الوفود وتنقلاتها، وهيئة المكان وفخامة مبانيه وجمالية معماره. خامساً: الإعلام، فاجأ الإعلام السعودي كل المتابعين والراصدين عندما قدم وجبة إعلامية قبيل القمم الثلاث وضخها بكثافة ومهنية واحترافية عالية بلغات العالم الرئيسة: الإنجليزية، الفرنسية، الروسية، الصينية، الفارسية، العربية. باستثناء اللغتين الإسبانية والبرتغالية التي تتحدث بهما أمريكا الجنوبية، فكانت التغطية الإعلامية أسرع من الحدث، استباقية ومتعة في النقل التلفزيوني، وتدفق في الإعلام الجديد والتواصل الاجتماعي، والبيانات الصحفية، حيث أغرقت المادة الإعلامية المساحات والفضاءات مما قلل من التكهنات والأخطاء. سادساً: تحليل الأحداث، تميز الفريق اللوجستي: الإداري، والعسكري والاقتصادي، والإعلامي، الفكري، والحضاري الثقافي. في عرض أهداف وأبعاد القمم الثلاث ونتائج اللقاءات وانعكاساتها عبر تواجد الفريق اللوجستي من المحللين المتمكنين من مادتهم العلمية ودقت معلوماتهم. هذا العمل لا يتم إلا عبر فريق موحد ومتجانس من الساسة والاقتصاديين والعسكريين والإعلاميين بقيادة موحدة استفادت كثيرا من المواجهات الدولية التي خاضتها مؤخراً.