يسألونك عن الهلال.. عن تركيبته وعن سره الباتع وعن مكنوناته وديمومته و.. و.. و.. وليتهم لم يسألوا؛ ألم يروا التضحية في صورة رئيسه الذي نال من النقد ما نال نواف بن سعد الذي دفع الأموال وعمل وتحمل الضغوط وواجه الأزمات بكل ثقة وصرامة، ثم وبكل بساطة ترك أضواء التتويج وغاب عن يوم التتويج!. يسألونك عن الهلال.. ألم يروا منطق لاعبيه داخل المعشب وخارجه؛ التزامًا ورصانة ومهارة وتميزًا وإبداعًا!. يسألونك عن الهلال.. أهذا سؤال؟ كيف يخفي عليهم الحال وهم من عايشوه لحظة بلحظة.. وهم من عاصروا نشأته وشبابه وقوته.. وهم من حاولوا منافسته مرارًا وتكرارًا لكنهم كالعادة يتعبون في صعود قمم المجد فيتوقفون ويبقى هو صامدًا صاعدًا للأعلى لوحده كتمثال. يسألونك عن الهلال.. ألم يروه ظاهرًا واضحًا للعيان في سمائهم؟.. ألم يلهمهم يومًا ما.. ألم تبهرهم أجيال وأجيال.. أم هي الغيرة من الجمال!!؟. يسألونك عن الهلال.. وليتهم ما سألوا.. ليتهم تعلموا منه كيف تكون الهيبة طريقًا للإنجاز تمامًا كما قال شاعر العرب: «ومن يتهيب صعود الجبال......». يسألونك عن الهلال.. ألم يروا وقار منتسبيه ورصانتهم وهم في قمة فرحتهم حيث التباهي بالمنجز دون المساس بالخصوم، وقبل هذا وذاك كيف يصنعون فرحهم ويتلذذون به، بل كيف يسقطون خصومهم تترى بلا تعصب أو جدال. يسألونك عن الهلال.. هل هو الخيال.. أم هو السحر الحلال. يسألونك عن الهلال وكيف سلب العقول والقلوب دون سلاسل ولا أغلال.. وكيف يشرب الهائمون به عشقه كالماء الزلال. لا تجبهم.. هم يعرفون ويدركون ويكابرون وينكرون لأن عرشه لا يطال. دقائق - حينما كتبت قبل أربع جولات أو أكثر أن الهلال هو البطل، فذلك لأنني أعرف هويته وكنهه ومم يتكون، كما أعرف تمامًا بأنه دائمًا وتحديدًا في هذا الموسم أقوى وأشجع من الدخول في حسابات تعقد أوضاعه وخصوصًا حينما يرى لاعبيه طريق البطولة ويدركون بأن حظوظهم في أيديهم، وعندها لا يوقف الهلال إلا أمرًا استثنائيًا لا علاقة له بكرة القدم وقوانينها. - رحم الله الشيخ عبدالرحمن بن سعيد مؤسس هذا النادي الذي شرف الكرة السعودية خارجيًا وأهدى الفرح لنصف جماهيرها داخليًا. - وبما أن الشيء بالشيء يذكر شكرًا لكل من رأس أو عمل في هذا النادي يومًا ما، لأنهم قدموا لنا أنموذجًا للنادي البطل الناجح المستمر دون صخب. - مواقف رئيس الهلال نواف بن سعد الإيجابية كثيرة جدًا ولا تكاد تميز موقفًا عن آخر بدليل نجاحه، ولكن موقفه الشهم في يوم التتويج كان موقف الكبار «وإذا كانت النفوس كبارًا.. تعبت في مرادها الأجسام»، إذا تجسد فيه المعنى الحقيقي للإيثار ونبذ الذات والعمل لنجاح الكيان وليس للنجاحات الشخصية، والجميل أنه شكل مع أعضاء مجلس إدارته عبدالرحمن النمر وإبراهيم اليوسف وعبداللطيف الحسيني وثامر الطاسان وبدر المعيوف وراشد العنزان وعبدالله الجربوع وثامر الجاسر وسامي أبوخضير وعبدالله العبدالجبار منظومة عمل لا تنظر لأي هدف غير الإنجاز. - ومن غير الإنصاف أن يمر الحديث عن الرئيس واللاعبين والجهاز الفني ويتجاوز الجهاز الإداري ممثلاً بفهد المفرج وأحمد عبده وفيصل الفرشان وسلمان الجريد وسلطان المساعد وفهد المديد وخالد الرشيد ووليد القاسم فهم عملوا وجهزوا وعايشوا فريقهم منذ أيام معسكر النمسا وحتى تتويجه ببطولة الدوري. - تعمدت ذكر أسماء أعضاء مجلس الإدارة والجهاز الإداري لتوضيح نقطة جوهرية وربما تكون إحدى أهم أسرار إنجازات الهلال واستمراريتها وهي بعد هؤلاء عن الأضواء وتركيزهم على العمل فقط بدليل أن معظم جماهير كرة القدم وحتى الجماهير الهلالية لا تعرف سوى إسمين أو ثلاثة فقط. - في رأيي أن بطولات الهلال تجاوزت بطولات منافسيه أضعافًا مضاعفة لأنه وصل إلى مرحلة الإبداع في الإنجاز حتى بات محبوه يعتبرون موسمهم ناقصًا إن لم يفز بأكثر من بطولة في موسم واحد، وهي المرحلة التي لم يصلها نادٍ سعودي غيره حتى الآن. ثانية «حينما تصبح مبدعًا، لن ترى بعدها الأمور في العالم كما يراها الأشخاص العاديون». (بريان مور) ... ... ...