الموسيقى فن ، وأهمية الفن في الوجود والنفس البشرية كأهمية الحرية حين نطلق لعنانها الفكر والخيال والأحاسيس الداخلية، وعلاقة الإنسان بالموسيقى تعزّز الإحساس بالوجود في هذا العالم وتعطيه شعوراً بقيمة الجمال والرقي والتحرر من الرتابة .. وقد احتضنت جمعيات الثقافة والفنون بالمملكة العربية السعودية دورات موسيقية كان لها أثراً بالغاً لدى المهتمين والهواة ، والأثر ما بقيَ من الشيء ، والتأثير إبقاء الأثر في الشيء .. وجاء في تعريف لفظة «موسيقى» (بأنها فن الألحان وهي صناعة يبحث فيها عن تنظيم الأنغام والعلاقات فيما بينها وعن الإيقاعات وأوزانها. «والموسيقى» فن يبحث عن طبيعة الأنغام من حيث الاتفاق والتنافر. وتأليف الموسيقى وطريقة أدائها) *ويكيبيديا *** بالتالي يهمني جداً أثر هذه الموسيقى على الأذن و الخيال والذائقة والأدب والنقد للألحان والآلات والعزف وطريقة العزف وما إلى غير ذلك مما نحتاجه وسنحتاجه من «تربية الموسيقية» وأهداف لتعلُّم الموسيقى بشكل يسهم في تنمية النواحي الإجتماعية والجسدية والعقلية والانفعالية والإدراكية ، لما للموسيقى من صلة بالفطرة البشرية والفلسفة والكون والحياة .. قد يختلف معي من لا يُجيز الموسيقى وقد يتفق معي آخرون وقد عشنا وواكبنا عدم تدريسها كمنهج نشاطي وحصة إضافية وتعايشنا مع هذا واليوم المجتمع يفرض علينا أن ننمي التذوق الموسيقي من خلال الدورات التي بدأتْ تخطو خطاها والمسارح التي تحتضن الفعاليات والأنشطة الموسيقية وكذلك الروزنامة الترفيهية في وطننا الغالي وقد كان مؤخراً الحدث الأول للأوركسترا في مركز الملك فهد الثقافي .. فهل التعطش الذي كُتبَ بالخط العريض عن الجمهور كان له صلة بالتذوق الموسيقي والثقافة الموسيقية ؟ هل استوعبنا فعلاً معنى الأوبرا والأوركسترا والبيانو والجاز والراب والرقص الفلكلوري العالمي وغيره ..!! أم اكتفينا بالحضور من أجل الترفيه والتغيير والتصوير ؟! هل بإمكاننا أن نقيّم لحناً موسيقياً وصوتاً طربياً وأداءً غنائياً كما تفعل لجان البرامج الغنائية ؟ التحليل الموسيقي والنقد بحاجة إلى تخصص ودراسة وتدريب تعليمي ، فأين نحن من هذه المرحلة ؟! *** ثم ماذا بعد الدورات الموسيقية كدورة العزف على العود بالرياض ودورة البيانو التي أقيمت مؤخراً للنساء بجمعية الثقافة والفنون بجدة وما أثرها على المدربين و المتدربين ؟ ومامدى الإقبال والمعارضة وهل حققت مثل هذه الدورات الموسيقية وورش العمل أهدافها الموضوعية ؟وما مامدى أهمية وجود جهات متخصصة، تحتضن المواهب الشابة وتشجعها على تطوير مهاراتها وتتبنى تنظيم الأنشطة التي تساعد المبدعين على إخراج موهبتهم للنور مادامت تتماشى مع رؤية المملكة 2030 وبرامجها الفنية والتطويرية والمهنية .. هذه مجرد علامات استفهام موسيقية تنتظر من يسقي رعاءها. - إيمان الأمير