فاز الهلال على الرائد، ويتبقى له أربع مباريات، يجب أن لا يخسر منها ثلاثًا، ولا يفوز الفريق المنافس في كل مبارياته؛ حتى يطير بلقب الدوري، ومع ذلك لا يزال هناك من يتحدث عن الاحتمالات، وكيف سيضيع اللقب من المتصدر. وفي نظري، إن مَن يتحدث بمثل هذا النقاش لا يحترم كرة القدم، ولم يستوعب بعد قوة الهلال في هذا الموسم، وتفوقه على جميع منافسيه بلا استثناء؛ لأن المتصدر طوال 22 مباراة ماضية لم يخسر سوى مواجهتين، وواحدة منهما فقط مع مدربه الحالي؛ وبالتالي من الصعب أن يخسر ثلاث مباريات من أربع متبقية، وخصوصًا في ظل تصاعد مستواه، ووجود البديل الجاهز والقوي. الهلال في نهاية الدوري أستطيع تشبيهه بسباح المسافات الطويلة حين يقاوم المتنافسين في البدايات، ويتحدى الأمواج العاتية، ويتجاوز خصومهم بمسافة بعيدة، وحينما يقترب من شاطئ الأمان وخط النهاية يكتفي بالسباحة الهادئة، ولا يلتفت خلفه حيث انهيار المنافسين واحدًا تلو الآخر يأسًا وقناعة بأن بطلهم قد وصل، ولا يمكن اللحاق به، كيف والبطل الهلال؟! أعلم أولاً بأن أمور الفوز والخسارة كلها بيد الخالق، وبأن اللقب لم يحسم بعد بلغة الأرقام، وأعرف جيدًا أن كرة القدم لا تؤتمن، وأنها تخدم من يخدمها، ولكنني أعرف أيضًا أن الهلال هو أكثر مَن خدمها في هذا الموسم فنيًّا ونتائجيًّا، وبلغة الأرقام هو الأول على مختلف الأصعدة. كما أنني أعرف أن مواجهتين من الأربع المتبقية سيلاقي خلالهما فريقًا تحت طور التكوين، وليس له علاقة بمراكز المقدمة، ولا يخشى الهبوط، وفريقًا يقبع في المركز الأخير في سُلَّم الترتيب. والمواجهتان الأخريان إحداهما أمام فريق فاز الهلال عليه خارج ملعبه، والأخير للتو أخرجه من بطولة كأس الملك؛ ما يعني أن الأزرق يتفوق فنيًّا ومعنويًّا في كل المباريات المتبقية؛ وبالتالي أعود للمربع الأول لأقول: من يتحدث عن الاحتمالات لا يحترم كرة القدم وسطوة كبارها، ولا يعرف الهلال جيدًا. دقائق - يجب على الهلاليين جميعًا أن يفرِّقوا بين بطولة الدوري والبطولة الآسيوية إذا أرادوا الفوز على الوحدة الإماراتي، وعليهم أن يتذكروا أن المنافسة في مجموعتهم قوية جدًّا، وأن الفوز على الوحدة ثم على بيرزوي في مسقط هو ما سيمنحهم التأهل فقط؛ لأن المنافسة هناك تختلف كما هم المنافسين. - إذا كان كل لاعب لم يعجبه قرار رئيس ناديه أو مدرب فريقه سيظهر في شاشات التلفاز، ويكشف مشاكل وأسرار فريقه، أو يلمح لها، فعلى كرة القدم السلام. والمحبط في الأمر أن يفعل ذلك لاعب محترف، ويدعمه بعض أدعياء الإعلام، وكأنهم لا يعرفون واجبات اللاعب الأساسية وحدوده. - بعضهم يتساءل: لماذا اللاعب الفلاني يقدِّم مستويات رائعة في المنتخب، وحين يعود لناديه يصبح عالة على الفريق؟ هؤلاء لم يفهموا فكرة التوظيف من المدرب بعد، ولم يستوعبوا الفارق حتى حينما يلعب هذا اللاعب مع زملاء يدعمونه ويساعدونه على رفع مستواه ليجاريهم. - على طريقة (يا من شرا له من حلاله علة)، وبناء على ما نشاهده من مستويات، أكاد أجزم بأن بعض رؤساء أنديتنا يتحسرون على عقود وقَّعوها مع لاعبين أجانب، يزاحمون مدربيهم في مقاعد الاحتياط. ثانية «إذا سمعت صوتًا بداخلك يقول (إنك لا تستطيع الرسم) فهذا يعني ارسم!! سيصمت ذلك الصوت بداخلك للأبد». فان جوخ ... ... ...