ودعت مدرستي الابتدائية (الجديدة سابقاً)، (أبي بكر حالياً) ودعتها عام 90-91 13، حيث تخرجت منها وتركت خلفي نخبة من المعلمين الأخيار المجتهدين الذين حببوا لنا الدراسة وطلب العلم حتى تعلقت قلوبنا في المدرسة وأحببناها وصار يوم تركها يوماً مشهوداً بالنسبة لنا ولعلي أتحدث عنهم في مقال خاص بذلك. بعد ذلك التحقت بالمعهد العلمي في بريدة المعهد الشامخ مصنع العلماء والرجال وكان من أوائل المشايخ الذين شرفت بالتتلمذ عليهم شيخ وقور يعلوه الهدوء والسمت والابتسامة والعلم الوافر المركز والصوت الهادي المطمئن مع حسن الإلقاء والخط الجميل كأني أراه الآن وقد مضى على ذلك ثمانية وأربعون عاماً انظر إلى ملخصه السبوري في مادة الفرائض كتب فيه: الفرائض تعريفها. فضلها. ثمرتها. ما ورد فيها إلخ إلخ. حتى أحببنا هذه المادة وحفظنا نظم (الرحبية) مطلعها. أول ما نستفتح المقال.. بذكر حمد ربنا تعالى، والحمد لله على ما أنعما.. حمداً به يجلو عن القلب العماء إلخ إلخ. إنه شيخنا وحبيبنا الشيخ الزاهد في المظاهر والظهور البعيد عن الأضواء رغم قدرته على البروز الصابر على البلاء، حيث أصيب بالمرض منذ زمن طويل فصبر طمعا في ما أعد الله للصابرين، قليل الكلام والجدال والخلطة وعاء مليء علماً حدثني عنه معالي الشيخ عبدالله بن عبدالمحسن التركي وذكر أنه أخذ عليهم الأول في دفعتهم حين التخرج من الجامعة. وقال أخي الأستاذ الدكتور ناصر بن عبد الله القفاري لديه مهارة في التدريس وإيصال المعلومات لطلابه قل أن يوجد له نظير بشهادة كل من تلقى عنه درسنا علم الفرائض فلم نحتج بعده إلى التلقي عن غيره، طلبت منه قبل سنوات تسجيل دروس في هذا العلم لكنه لتواضعه لم يستجب.. انتهى. هذا العلم الشامخ الذي تتلمذ على يديه عدد كبير من طلبة العلم وكل واحد منهم يشرف ويفخر بكونه من تلامذته إنه الشيخ سلطان بن محمد الخضر أحد أعلام شيوخ المعهد العلمي في بريدة وأحد المربين الفضلاء ودعته بريدة يوم الأحد 27-6-1438ه وكان مشهد جنازته مشهداً مؤثراً، حيث احتشدت الجموع الكبيرة تودع شيخها وتسأل الله تعالى له المغفرة وتذكرت وأنا أشيعه ضمن هذه الجموع الكبيرة فضل العلم والتعليم كما تذكرت مقولة إمام أهل السنة لخصومه. (موعدكم يوم الجنائز). رحم الله شيخنا ورفع درجته وأصلح عقبه وصلى الله على نبينا محمد وآله وسلم.