حادث لندن الإرهابي الأخير كان متوقعاً، ولم أستغربه إطلاقاً، فمن يترك الثعابين تعيش في فناء منزله فلينتظر أن يذوق من أنيابها السم الزعاف. كلنا يعرف أن الرحم الذي أنجب القاعدة وداعش هو التأسلم السياسي، والجماعة الأم لهذا التأسلم الدموي، والتي أفرزت فيما بعد كل جماعات الإرهاب الإسلامي، كانت (جماعة الإخوان المسلمين)، التي نشأت في مصر أولاً، ومنها انتقلت إلى كل أرجاء المعمورة؛ لكن الحضن الحضين الذي رحب بأقطابها، وفتح لهم ذراعيه، كان البريطانيين؛ فقد انتقل قادتها وأساطينها عندما طردوا من موطنهم الأصلي، ليعيشوا قي لندن، حتى أصبحت ملجأهم الأول، وملاذهم الآمن؛ وكانت الحكومة البريطانية تستخدمهم في أحايين كثيرة كورقة ضغط على من يستهدفون الضغط عليه للحصول على مكاسب سياسية واقتصادية، وفي الوقت نفسه كانت الجماعة تسعى من هناك لأخونة المجتمعات العربية؛ وقلتها وأقولها الآن، ما لم يجتث هذا الورم الشيطاني الخبيث، ويتم تجريم جماعة الإخوان، وملاحقتها واجتثاثها مثل ما اجتثت أوربا الثقافة النازية، فلن ينته الإرهاب المتأسلم الدموي، الذي يرى في كل العالم، بما فيه دول العالم الإسلامي، عدوا له، طالما أنه يختلف مع أيديولوجيتهم الدموية الشريرة. البريطانيون بعد أحداث الأربعاء الدامي تنطبق عليهم مقولة (يداك أوكتا وفوك نفخ)؛ وأنا على يقين تام أن ما أقوله في هذه العجالة، سيصل إليه العالم، وبريطانيا على وجه الخصوص، حتماً. ولنا نحن السعوديين تجربة مريرة مع جماعة الإخوان التي دخلت على ثقافتنا الدينية قادمة من مصر، تحدّث عنها سمو الأمير نايف - رحمه الله-؛ فقد استقبلناهم، وقدمنا لهم الملاذ الآمن، وحميناهم من مطاردات عبدالناصر في الستينيات من العقد الماضي، لكنهم عضوا اليد التي آوتهم وحمتهم، و(ثوّروا) ثقافتنا الدينية، وتسللوا كالجرذان الموبوءة إلى ثقافتنا ومحاضن تعليم أبنائنا، وأفرزوا في النهاية الحركة (السرورية) المسيّسة، التي أفرزت بدورها (ابن لادن) وبقية الإرهابيين المتأسلمين، الذين ذقنا منهم، ومن ثقافتهم الدعوية ما تجنيه بريطانيا وبقية العالم الآن؛ وارتباط جماعة الإخوان بالحركات الإرهابية، كان، وما زال، ارتباطاً حميمياً وثيقاً؛ فعلى سبيل المثال وليس الحصر، قُتل قبل يومين الإرهابي المسمى «أبوالعلاء» الذي اغتال المفكر «فرج فودة»، بينما كان يقاتل في سوريا؛ هذا الإرهابي كان قد حكمت عليه المحاكم المصرية بالسجن المؤبد، غير أن الرئيس الإخواني المخلوع «محمد مرسي» عندما تربع الإخوان على عرش مصر أمر بإطلاقه من السجن، وعاد يمارس إرهابه مع الجماعات الإرهابية، حتى قتل في سوريا؛ والمؤشر الذي يثُيره السياق: إطلاق مرسي المخلوع صراحه يؤكد أنه اعتبر ما قام به عملية بطولية. كما أن من الثابت لدى كل أجهزة الاستخبارات الاتصالات الهاتفية التنسيقية التي أجراها المخلوع محمد مرسي مع «أيمن الظواهري»، والتي تثبت بما لا يدع مجالاً للشك أن جماعة الإخوان والقاعدة هي بمثابة (العصا والعصيّة)، ولا ننسى أن سلاح الإرهاب الأخطر العمليات الانتحارية، وهي من بنات أفكار «يوسف القرضاوي»، الأسطون الإخواني المعروف. الذئب المنفرد الذي قام بجريمته أمام البرلمان البريطاني هو منتج إخواني أصيل، وأن تغير (الاسم التسويقي) لذر الرماد في العيون). إلى اللقاء