دعونا نتوقف ولو لبرهه من الزمن عن الحديث عن كرتنا المحلية ومآسيها ونكتم أنفاس كلمات بعض كتاب الأندية المتشدقون بأنديتهم وتواريخها ومنجزاتها وألقابها. لنوحد المقال والكلام للأخضر للوطن للشعار الحقيقي والحب الذي يفوق الوصف، نحن في مفترق الطرق والكل يتربص بِنَا كروياً لنسقط، ماذا صنعنا لنساعد لاعبينا ليزيد تركيزهم داخل المستطيل الأخضر، هل توقفنا عن الإشاعات المحبطة لهم بالتنقلات والعقود والرواتب، أرهقناهم انتقاداً حاداً وموجعاً، جاء دورنا جميعاً ككتاب رياضيين وجماهير لوقفة هامة وصادقة للوصول للهدف وهو نهائيات كأس العالم في روسيا 2018. الجوانب الفنية مهمة للتفوق لن استرسل فيها، سأبدأ من حيث الأهم، الإعداد النفسي الهام جداً من قبل تأمين كل وسائل الراحة للاعبين والأجهزة الفنية والطبية بلا استثناء من قبل الاتحاد السعودي؛ ويمثل هذا الجانب المشرف العام على المنتخب الأستاذ طارق كيال، كثر الحديث عن جلوسه أو ابتعاده عن الدكة ورمي الكرة على المدرب وأنه من يطلب عدم تواجده معهم داخل منظومته القريبة من الملعب بسبب تدخل في تغيير لاعب أو تكتيك معين، لأنه تعود في الأهلي على ذلك أو بسبب ما يسمى الوصف الوظيفي، مع الاحترام لدور الكابتن زكي الصالح المدير الإداري.. أنا شخصياً ضد ابتعاد شخص قيادي بارع وذي خبرة كبيرة جداً في التعامل مع المعطيات أثناء المباراة فتأثير ذلك يظهر جلياً على كل اللاعبين داخل الملعب لسرعة البديهية والوقوف بجانبهم بشرط عدم الإملاء على مارفيك والإشارة اليه ولو بالتلميح لإشراك لاعب أو غيره. بكل أمانة قرب كيال مهم وافتقدناه منذ سنوات في منتخبنا الوطني بمشاركاته المتعددة فتأثيرها النفسي يبان على كل أفراد البعثة.. نعود للجهاز الفني هو ذكي جداً باختيار أفضل عناصر دوري جميل على الإطلاق باستثناء الحارس فواز القرني والظهير الرائع خالد الغامدي لأنهم يستحقون المنتخب بجدارة، غير هذا أظن الاستمرار على نفس المجموعة التي تخدم الخطط والتكتيك الهولندي ممتاز لهذه الفترة لثبات الانسجام وسهولة التعامل وإحراز الأهداف لإجادته اختيار اللاعب الجاهز فقط، كذلك قراءته للخصوم ومدارسها الكروية جيد ومركز ساعد للصدارة حتى الآن لتلك التصفيات، غياب العاصفة الكابتن فهد المولد له تأثير على المجموعة لعل في الأمر خيرة لأنني متأكد أن البديل كفؤ لملء مركزه وخدمة وطنه. أمام تايلاند كانت النقاط الثلاث الأهم لمواصلة الصدارة، انتهى وقت العاطفة المنتخب الآن عناصره قوية ومتمكنة لتحقيق الفوز وهو ما حدث ولله الحمد وبالثلاثة.. ألف مبروك فوزنا بالخبرة فهي أهم خطواتنا لكأس العالم، باقي مباراة لا تقل أهمية مع العراق واختلاف المدرسة الكروية ولن يخذلنا صقورنا لأنهم عودونا على الأفراح المتكررة، للاعبي العراق قوة بدنية لأجسامهم والتحام في ملعب الخصم لقتل بناء أي هجمة قبل أن تولد، التاريخ خصوصاً الأخير يؤكد علو كعب الكرة السعودية باستثناء نهائي 2007 الشهير الذي سلب من الأخضر كأسه الذي كان يستحقها بسبب أخطاء تحكيمية فادحة لازالت عالقة في الأذهان وغير ذلك تفوقنا واضح عناصرياً ولياقياً، لأنهم يستنزفون لياقتهم في الشوط الأول، وفِي الشوط الثاني يقل عطاؤهم غالباً وتنخفض تحركاتهم ويعتمدون على هجمات مرتدة أو أخطاء أمام منطقة 18 وغير ذلك فالقوة سعودية واضحة حتى نهاية المباراة وهذا يحسب للجهاز اللياقي الفني لمنتخبنا وتوزيع المخزون على مدار شوطين تامين لاستغلال الفرص لاسيما أن المباراة في جوهرتنا وبين جمهورنا الغالي، فهو ليس بحاجة دعوة لملعب الجوهرة لمساعدة نجومنا والوقوف معهم لكأس العالم التي اشتاقت لشوفة الأخضر الغائب منذ 2006 لا تتحدث عن أي منجز رياضي سابق إلا وهم أهم حلقة يساندون ويشجعون، فيبدو أن المنتخب الحالي مختلف عن منتخباتنا خلال سنوات كثيرة عناصرياً وحتى مدرب وجهاز فني قسونا عليه كثيراً في بداياته وها نحن نتوقف عن لذعه ونقده، الأهم رئيس الهيئة والاتحاد السعودي وكل مسؤول يجب وقوفهم والمساندة الضرورية لأننا إن تجاوزنا تلك المباراة فسيصبح وصولنا بنسبة كبيرة جداً قد اقترب، من أجمل الأشياء الجميلة هذه الأيام في المنتخب عدم الضرب الإعلامي للمنتخب وهذا طبيعي بسبب النتائج والمستويات الممتازة لذا يخف النقد والمطالبات بانضمام لاعبين، الشوق والحنين اتسعت مساحتهم لنحط الرحال في موسكو لندعوا الله أن يتمم لنا طموحاتنا وآمالنا التي لا تنتهي عند إحراز بطولة قارية أو تأهل عالمي لأهم مشاركة في قارات العالم، الله لا يخيب تعب عيالنا قولوا آمين يارب. والله من وراء القصد،،، - بدر فهد الدهمش