شهدت العاصمة الليبية طرابلس حالة من الهدوء صباح أمس الخميس، وذلك بعد ساعات من التوصل إلى اتفاق لوقف فوري لإطلاق النار. وكان المكتب الإعلامي لوزارة الدفاع ب«حكومة الوفاق الوطني»، التي يترأسها فايز السراج وتحظى بدعم بعثة الأممالمتحدة، أفاد في بيان بأنه جرى التوصل إلى الاتفاق في اجتماع عقد الليلة الماضية وضم كلاً من المجلس الرئاسي وآمر الحرس الرئاسي وعمداء بلديات كل من مصراتة وطرابلس وعدد من أمراء كتائب طرابلس ومصراتة. ونص البيان على «الوقف الفوري لإطلاق النار» و«إطلاق سراح كل المعتقلين على الهوية» و«تشكيل لجنة مشتركة من وزارتي الدفاع والداخلية لمتابعة إخلاء كل المواقع التي تشغلها التشكيلات المسلحة وإعادة تمركزها خارج العاصمة في مدة لا تتجاوز 30 يوماً». وقد خلفت الاشتباكات التي وقعت خلال الأيام الماضية أضراراً في بعض المباني والشوارع العامة في مناطق حي الأندلس وقرقارش وغابة النصر وقصور الضيافة وفندق ريكسوس. هذا، وقد تمكنت القوات الموالية للسراج خلال الاشتباكات من السيطرة على أهم معاقل رئيس «حكومة الإنقاذ الوطني» الليبية الموالية للمؤتمر الوطني المنتهية ولايته خليفة الغويل. من جهة أخرى، أعرب المبعوث الأممي لدى ليبيا، مارتن كوبلر، عن قلقه إزاء الاشتباكات الجارية في مناطق بالعاصمة طرابلس، مشيراً إلى أن عدداً من السفراء في الأممالمتحدة أعربوا عن قلقهم من غياب العملية السياسية والاقتتال المستمر، وغرد كوبلر عبر حسابه على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر» قائلاً: «لقد انهيت للتو محادثات مكثفة مع زملاء في نيويورك وعدد من السفراء في الأممالمتحدة، الجميع قلق من غياب العملية السياسية والاقتتال المستمر». وفي تغريدة سابقة قال كوبلر: قلق جدًا إزاء الاشتباكات الجارية في المناطق المكتظة بالسكان في طرابلس، والتي تشكل تهديدًا خطيرًا لسلامة المدنيين، وأشار مبعوث الأممالمتحدة في ليبيا إلى أنه حزين جدًا لما ورد من تقارير حول ضحايا مدنيين، بينهم فتاة في عمر الخمسة عشر عامًا واستهداف مستشفى وقناة تلفزيونية، داعيًا إلى ضرورة «عدم المساس بسلامة المدنيين تحت أي ظرف» كان رئيس مجلس النواب المستشار عقيلة صالح طالب المجموعات المسلحة في طرابلس بوقف القتال بشكل «فوري»، وبارك تحرك الحكماء في طرابلس لفض النزاعات المسلحة للحفاظ على المدنيين والممتلكات العامة والخاصة في العاصمة، كما طالب القوات المسلحالليبية وكل الجهات الأمنية الشرعية بالقيام بدورهم المنوط بهم تجاه الأحداث في مدينة طرابلس ونواحيها.