أصبحت جوائز التميز السياحي التي تمنحها الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني سنويا للمبادرات الناجحة والمتميزة في المجال السياحي، حدثا لافتا خاصة مع الازدياد السنوي لأعداد المتقدمين لهذه الجائزة التي أكسبتها الهيئة «كجهة رسمية حكومية» مصداقية ومكانة بارزة، إضافة إلى أن لجنة التحكيم عادة ما تضم متخصصين دوليين، وتفرض اشتراطات ومواصفات دقيقة للفوز بالجائزة. وتعد الجوائز التي أطلقتها الهيئة عام 2010م ويتم تسليمها في حفل افتتاح ملتقى السفر والاستثمار السياحي الذي تنظمه الهيئة سنويا، معياراً للتفوق لدى المنشآت العاملة في القطاع السياحي، ومرجعاً وطنياً لتقدير المتميزين في الصناعة السياحية السعودية، حيث تحتفي المنشآت بالجائزة بوضعها في مدخل المنشأة. وشكلت جوائز التميز السياحي في السعودية دفعاً كبيراً نحو مرحلة جديدة مهمة في تطوير صناعة السياحة في المملكة العربية السعودية. وتسهم الجوائز في تطوير قطاعات الضيافة والإيواء والسياحة، خاصة بعد أن أثبتت جدارتها كمقياس للتميز في قطاعي السياحة والضيافة، وتقدير المتميزين سواء كانوا أفراداً أو منشآت تعمل في القطاع السياحي داخل المملكة، الذين يلتزمون بتحسين وتطوير الخدمات والمرافق السياحية في المملكة، لدعمها في تحقيق أعلى المعايير الممكنة في المنتجات والخدمات المؤثرة على تطوير النشاط السياحي السعودي. التصويت لجوائز التميز السياحي وقد أغلقت اللجنة المشرفة على جوائز التميز السياحي السعودي، باب الترشيحات لجوائز التميز السياحي لعام 2017، التي امتدت لمدة شهر من تاريخ إطلاقها، حيث شملت فئاتها على المنشآت والمؤسسات السياحية والأفراد الذين استقبلت اللجنة طلباتهم عبر الموقع الإلكتروني للجائزة، حيث بدأت عملية التصويت للمرشحين المتأهلين للمرحلة التالية اعتبارًا من يوم الثلاثاء الموافق 21 فبراير 2017، موضحة أن إمكانية التصويت للمرشحين مفتوحة حتى تاريخ 10 مارس 2017. وأشارت اللجنة إلى أن جوائز التميز السياحي هذا العام، جرى تطويرها، حيث أصبحت تضم 14 فئة أساسية تتفرع منها 44 فئة فرعية، مبينة أن الجائزة استقبلت هذا العام (496) مرشحًا موزعين على جميع الفئات، كما بلغ عدد المقبولين منهم بعد الفرز والمراجعة (267) مرشحًا. وأضافت اللجنة أن الزيارات الميدانية للمرشحين أو ما يعرف ب»المتسوق الخفي»، ستبدأ مباشرة عقب إغلاق باب التصويت في الحادي عشر من مارس وتستمر حتى الثامن عشر من نفس الشهر، وستكون للخمسة مرشحين الأعلى بعدد الأصوات على مستوى كل فئة، فيما سيتم الإعلان عن الفائزين وتوزيع الجوائز خلال حفل افتتاح «ملتقى السفر والاستثمار السياحي» الذي سيقام في مركز الرياض الدولي للمعارض والمؤتمرات برعاية صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن بندر بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض ورئيس مجلس التنمية السياحية في المنطقة وبحضور صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز رئيس الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني، خلال الفترة من 27 جمادى الآخرة وحتى 2 رجب، الموافق 26 إلى 30 مارس 2017م. الجوائز السياحية الأهم وأكد عدد من الشخصيات والجهات التي فازت بجوائز التميز السياحي السعودي في دوراتها السابقة أن الجائزة تمثل دافعاً قوياً بالنسبة إليهم في مواصلة عطائهم وجهودهم في تطوير النشاط السياحي في المملكة، مشيرين إلى أن هذه الجوائز تتميز بالمصداقية والمكانة مما جعل المنافسة قوية بين الجهات العاملة في القطاع السياحي، حيث قال المهندس فهد بن محمد الجبير أمين المنطقة الشرقية، بعد فوز واجهة الدمام البحرية بجائزة أفضل مشروع سياحي لبلديات المناطق: «سعدت بالفوز بهذه الجائزة التي نحرص على المشاركة الدائمة فيها لإبراز جهود ومشروعات الأمانة في القطاع السياحي، حيث شاركت الأمانة ضمن مجموعة كبيرة من المنافسين، وذلك عن الواجهة البحرية في الدمام والخبر، وأهنئ زملائي منسوبي أمانة الشرقية على الجهود التي بذلوها في العمل البلدي، فالجائزة لم تأتِ إلا بتضافر جهود الجميع، والأمانة تعمل بشكل دائم على الارتقاء بخدماتها البلدية بهدف إرضاء المواطن والمقيم». وقال غازي بن مفضي العنزي الحاصل على جائزة أفضل مرشد سياحي: «كونها أول جائزة احصل عليها ومن سمو رئيس هيئة السياحة فهي تعتبر أهم جائزة لي كمرشد سياحي، ودافع لعمل المزيد وتحقيق الأهداف في هذا المجال. ولا شك أن هيئة السياحة أحدثت نقلة نوعية في القطاع السياحي بدليل اهتمام الهيئة وعلى رأسها سمو الأمير سلطان بن سلمان بدعم كل الأنشطة السياحية في المملكة سواء على مستوى الأفراد أو الشركات، وبالنسبة لي شخصياً حصلت على كثير من الدعم في مجال عملي كمرشد سياحي من الهيئة العامة للسياحة والآثار». واعتبر مهندس منصور عبدالله الشثري عضو مجلس الإدارة ورئيس مجلس أمناء مركز الرياض لتنمية الأعمال الصغيرة والمتوسطة بغرفة الرياض، أن الجائزة تضع الفائزين بها أمام تحديات مستقبلية لتطوير أدائهم وبذل المزيد من الجهد لضمان مسيرة نجاحهم في الدورات المقبلة. من جهته، أكد زكي حسنين، الحاصل على جائزة أفضل مهرجان (جدة التاريخي)، أن الجائزة عنصر جديد لدعم وتشجيع القطاع السياحي والثقافي، معتبراً أنها إضافة لهذا القطاع، وقال: «تأتي أهمية الجائزة من أهمية من يسلمنا إياها الذي يمثل أعلى الهرم في القطاع السياحي سمو الأمير سلطان بن سلمان، وبالتأكيد الجائزة تعطي دفعة معنوية للأمام وتحملنا المسؤولية أن نقدم أفضل ما لدينا، وأن نواصل الوفاء بما نتفق مع عملائنا وشركاء النجاح قبل بدء أي فعالية». فيما يرى عمر الجمل، الحاصل على جائزة أفضل مطبوعة سياحية كتيب (المذنب تراث ملهم وحاضر مبهر)، أن الفوز بالجائزة ليس بالأمر السهل، خاصة أن المنافسة على مستوى المملكة، مشدداً على أن الجائزة تعطي دافعاً أكبر للمضي قدماً وعدم الوقوف عند حد معين، وتوقع أن تشهد الجائزة في السنوات المقبلة منافسة أكبر وأن تتسع دائرة المشاركة، واعتبرها وسام فخر، لا سيما وأن تشجيع رئيس الهيئة يعطيهم دفعة معنوية كبيرة في بذل المزيد من الجهد. واعتبر الشاب أنس مبارك راشد آل سليم الفائز بجائزة أفضل طاهي شاب أن فوزه بجائزة التميز السياحي منعطفاً مهماً في حياته المهنية والأسرية، وحافزاً لبقية الطهاة من الشباب السعودي للمثابرة والصبر والتلذذ بهذه المهنة التي لم يألفها الشاب السعودي بعد. وشدد على أن جوائز التميز السياحي تعد بادرة مثمرة ومحفزة للقطاعين العام والخاص للتنافس عليها سنوياً، فهي تذكي روح المنافسة وتشجع على الإبداع، والمبادرات، والنجاحات.