الشعراء بلدة تاريخية تقع وسط عالية نجد تقريباً، ومن أشهر معالمها جبل (ثهلان) الذي يُعَدّ من أكثر جبال شبه الجزيرة العربية ذكراً في الشعر العربي سواءً في العصر الجاهلي أو الإسلامي, قال ياقوت الحموي عنه ثهلان بالفتح جبل ضخم بالعالية, وقال امرؤ القيس: كما ورد اسم جبل ثهلان في نونية شاعر الأندلس أبو البقاء الرندي التي يرثي فيها بعض حواضر الأندلس: وبحسب الباحث عبدالعزيز بن علي العجاجي أن نشأة الشعراء وتأسيسها في العصر الحديث كانت في منتصف القرن الثاني عشر الهجري, وأضاف العجاجي أن الشعراء تشرّفت بزيارات الملك عبدالعزيز - طيب الله ثراه - أثناء فترة توحيد المملكة, فقد زارها أكثر من مرّة, أما الأعوام التي مرّ بها فهي: عام 1329 ه، 1330، 1337، 1343 فأصبحت إحدى المحطات التي يمكث فيها بعض الوقت أثناء ذهابه وعودته من موسم الحج، ويقابل الوفود وأصحاب الحاجات، وذلك في خلال الأعوام 1343، 1345، 1346، 1347، 1348 وهو آخر عام قدم فيه إلى الشعراء وكان يرافق جلالته في زيارته كبار أنجاله الملك سعود والملك فيصل والملك خالد -رحمهم الله. وأبان الباحث العجاجي أن الملك عبدالعزيز عقد مؤتمر الشعراء يوم الخميس 1 / 5 / 1348 ه، أما زيارة الملك سعود - رحمه الله - لبلدة الشعراء فقد كانت يوم الخميس 12/ 5 / 1374 وقدم إلى جلالته أهالي البلدة لاستقباله بالحفاوة والترحيب وفي مقدمتهم الأمير سعد بن عبدالله بن مسعود، وقد أُعدّ لجلالته سرادق احتفال يليق بمقامه الكريم، وقام طلاب مدرسة الشعراء بالوقوف عند مدخل السرادق يرحبون بقدومه، وفي نهاية الاحتفال تم توديعه بمثل ما استقبل به من حفاوة وترحيب، وكانت هذه السنة تسمى عند أهل الشعراء سنة العزيمة. وعن الحركة التجارية في بلدة الشعراء، قال الباحث العجاجي إنّ الفترة من القرن الثالث عشر الهجري إلى نهاية الخمسينات من القرن الرابع عشر تّعدّ أزهى فترات الشعراء الاقتصادية، حيث أصبحت في تلك الحقبة الزمنية أهمّ المراكز التجارية في عالية نجد إن لم تكن أهمّها، حيث كانت مقصداً للتجار المتوافدين إليها من شقراء والقصيم وحوطة بني تميم وغيرها.