يظل التحكيم في مسابقات الكرة السعودية الشغل الشاغل والقضية الشائكة المتكررة موسمياً، ليس بسبب أخطاء تحكيمية فادحة ومؤثرة تصل إلى كونها بالفعل قضية صعبة ومعقدة، وإنما لأن الكثيرين استخدموا التنديد بالتحكيم وسيلة للتغطية على تقصيرهم وإخفاقهم أمام جماهيرهم العاطفية والتي يروق لها هي الأخرى التعاطي مع هذا التبرير في سياق الملاسنات الجماهيرية وحتى الإعلامية المتهورة المتعصبة.. وأمام هذه الأجواء غير الصحية والقياسات الخاطئة تجاه الحكم السعودي ستكون الحلول مستحيلة طالما أن عدم الاقتناع به ليس نابعاً من تقييم فني يمكن فهمه ومناقشته وتشخيص علته ومن ثم علاجه وتلافي سلبياته، فنجد أن من يهول أي خطأ للحكم السعودي هو نفسه يتغاضى تماما عن الاخطاء الاشنع والاكثر تأثيرا على نتيجة المباراة من الحكم الأجنبي، وفي الحالتين المسألة مرتبطة بنتائج فرقهم وليس كما ذكرت معتمدة على معايير فنية تبين ماله وماعليه، بدليل أن من كانوا يتندرون ويشمتون بمدرب الهلال السابق دونيس عندما قال الموسم الماضي تعليقا على نتيجة احدى مبارياته فريقه: (إذا كان الحكم الاجنبي بهذا المستوى المتدني فالأفضل ان يدير المباريات حكاما سعوديون)، هم اليوم يرددون نفس كلامه واسوأ منه بعد خسارة الاهلي من القادسية بالأربعة بالحكم الاجنبي، ولان الهلال تصدر الدوري وأصبح أكثر فريق يستعين بالحكم الاجنبي بعد زيادة طواقمه في الموسم إلى ثمانية.. في تقديري أن الاستعانة بالحكم الأجنبي ليس حلاً كافيا لمشكلة التحكيم، بقدر ماهو اجراء واحتواء مؤقت لرفع الحرج عن الاتحاد وإقناع الشارع الرياضي على طريقة (باب يجي منه الريح سده واستريح)، كما أن الحكم الاجنبي لم ولن يكون موجودا في معظم مباريات الدوري السعودي والمسابقات الاخرى في مختلف الدرجات، وبالتالي فإن العلاج الشافي الدائم يكمن أولا وأساسا في تطوير الحكم السعودي وتحفيزه والتعامل معه بمبدأ الثواب والعقاب، أي رفع المكافأة بحيث تصل في المباراة الواحدة للطاقم كاملا إلى50 الف ريال، وفي المقابل حينما يخفق يعاقب بابعاده لعدد مباريات او مدة زمنية توازي الاخطاء التي ارتكبها، حتى لو اضطر الامر الى ابعاده طيلة الموسم، ساعتها سيكون التحكيم مغريا ماديا ومعنويا، ما يجعل الحكم حريصا على الاهتمام بنفسه واتقان أدائه، وأشير هنا الى أهمية اختيار المراقبين الفنيين للحكام، وضبط أسلوب عملهم وأيضا محاسبتهم من قبل لجنة الحكام. اما فيما يتعلق بالضغوط التي يعاني منها الحكم السعودي ويكون لها انعكاس سلبي على مستواه وحضوره الذهني في المباريات فمن الضروري ان يقوم اتحاد الكرة بحمايته من المرجفين المؤججين في تصريحاتهم واطروحاتهم وانتقاداتهم باقرار لائحة عقوبات شديدة تطبق على الجميع بدون خوف او استثناء او تمييز، وتمنع أي منتسب لناد او اعلامي او أي شخص يتهم ويشكك ويطعن في ذمة ونزاهة الحكم عبر وسائل الاعلام والتواصل الاجتماعي سواء كان تصريحا او حتى تلميحا، وتكون العقوبات متوافقة مع أنظمة وزارة الاعلام ومكافحة جرائم المعلوماتية. من الآخر " ملاحظات مهمة مؤثرة ومرئيات مقنعة تلك التي تطرق لها رئيس دائرة التحكيم المستقيل هاورد ويب مع الزميل بتال القوس في برنامج في المرمى، نتمنى من اتحاد الكرة أن يأخذها بعين الاعتبار لا أن يطنشها لمجرد انه لم يعد مسؤولا عن التحكيم.. " على لجنة الحكام الرئيسية التركيز والاهتمام باختيار الحكام لمباريات الجولات المصيرية القادمة ليس فقط في دوري جميل بل في دوري الأولى والثانية.. " ماذا ننتظر من لاعب شاب محترف لم يتجاوز عمره ال 26 عاما يتقاضى يوميا وليس شهريا راتبا قدره 20 الف ريال، الى جانب مقدم العقد والسيارة الفارهة والفيلا الفاخرة ومكافآت الفوز والهبات والهدايا الأخرى والشهرة الإعلامية والدلال الإداري والشرفي والجماهيري ..؟! " أنصح المشاهدين لبعض البرامج الرياضية الا يتوقعوا انها ستقدم لهم ولثقافتهم الرياضية شيئا جديدا ومفيدا، وانما يتعاملون معها على انها فقرات ترفيهية مضحكة ومسلية..! " سيكون للتهيئة المعنوية والنفسية من قبل الأجهزة الإدارية للفرق دور قوي ومفصلي في نتائج المواجهات الحاسمة المتبقية من الدوري.