عاثت إيران في العالم تدميرًا ونشرًا للفتن، منطلقة من أيدلوجية عجيبة اختلط فيها الديني بالسياسي، فأين تحل العمائم السوداء تحل الفتن والشرور، فلقد تحول رجل الدين الإيراني إلى بوق لسياسة تريد أن تحكم العالم أو على الأقل تتوسع حدودها على حساب جيرانها ولقد فعلت ذلك! ومن يستمع إلى خطب الجمعة وهي في كل بلاد المسلمين مناسبة دينية، يجد أنها في إيران خطب ثورية سياسة تحريضية لا دينية! لهذا فهي لم تعد محورًا للشر، بل الشر كله ينطلق منها ومن نهجها وثورتها التوسعية القائمة على السيطرة على المجتمعات والتدخل بشؤونها بالمؤامرات وتشكيل الطوابير التي تنهش في هوية البلدان واستقرارها. وإذا كان السيد ترامب قد صرح تصريحًا عامًا مثيرًا وهو أنه سوف يصلح هذا العالم! فعليه أن يبدأ بإيران، وقد أعطى بعد تجربتها الصاروخية، مؤشرًا على أنه سوف يوقف إيران عند حدها!! عندما قال: (إن إيران تلعب بالنار)! وأعلن أنه غير راضٍ عن الاتفاق النووي. هذا التوجه من الإدارة الأمريكية الجديدة كان العالم بأجمعه يحتاج إليه، وليس العالم العربي فقط، الذي تعيث إيران فسادًا في بعض دوله، وتشكل فيها الميليشيات والبؤر الشريرة! أتمنى أن تعود إيران دولة جارة مسالمة تهتم بأحوال شعبها وتعمل على رفاهيته بدل شظف العيش الذي يعيش فيه مما جعل الملايين يهاجرون إلى أوروبا وأمريكا طلبًا للحرية والأمان والعيش الكريم. ولكن تلك تبدو أمنية لن تتحق قريبًا. إذا استطاع السيد ترامب تقليم أظافر هذا الوحش فإن اليمن سيعود إلى سلطته الشرعية وستنكسر شوكة الانقلابيين وسيبدأ الشعب اليمني في بناء وطنه دون تدخل أجنبي عطل مسيرته للبناء والتنمية! وستهدأ الأمور في البحرين ولبنان وسوريا، أما العراق فندعو الله أن يهيأ له معجزة يعود بعدها دولة عربية كاملة السيادة. حصار إيران اقتصاديًا ومعاقبتها على أفعالها الإجرامية بتدخلها في سيادة الدول سيجعلها أضعف من أن تستطيع تمويل الأنشطة الإرهابية التي تدعم أجندتها التوسعية، ولعل العالم يعرف السجل السيء لهذا البلد الذي طال شره حتى دول أمريكا الجنوبية وشواهد التفجيرات والأعمال الإرهابية كثيرة التي صرح بها مسؤولون أمريكيون أكثر من مرة. إذا استطاع ترامب أن يكفي العالم من بؤرة الشر، فهذا إنجاز تاريخي ليس للسيد ترامب نفسه وحسب ولكن للسياسة الأمريكية التي راوحت مكانها لسنوات ولم تستطع إنجازًا يذكر على المستوى الخارجي سوى تدمير قوة القاعدة إلى حد كبير! ولكنها حيال أزمة سوريا أو داعش لم يكن لها جهود فارقة بالرغم من أنه كان بالإمكان فعل الكثير. حتى بالنسبة لقضية فلسطين ما زال حل الدولتين متوقف المسار رغم الدعم الفلسطيني والعربي والعالمي لهذا الخيار. نتمنى أن نسمع ونرى أقوالاً وأفعالاً أكثر جدية في المسألة الإيرانية التي هي مصدر أغلب المشكلات، وهي مشعلة الحرائق في كثير من البلدان، فنارها الفارسية التي أعاد لها سدنتها حطبها لكي تحرق بلدان وشعوب في أتونها الملتهبة تقول هل من مزيد! ياسيد ترامب ندعو الله بأن يوفقك ويسدد خطاك وخططك تجاه التوسع الإيراني، فقد نالنا الكثير من الأذى من سياسة شيطانية لم يسلم منها المسلمون حتى في مناسكهم وحجهم.