حراكنا الرياضي بإشكالياته وتجاذباته وتناقضاته لا يعطي انطباعا بأننا نعيش زمن الاحتراف بل إن كل ما تقدم يبرهن على أننا نعيش احترافا ( على كيفنا وبكيفنا ) وليس احترافا بالمفهوم الحقيقي ! وندرك بأن نجاح الاحتراف من عدمه مرتبط ارتباطا وثيقا بأدواته المتمثلة في اللاعب محور العملية وفي اداراة النادي التي تمثل لوائح وأنظمة الاحتراف وفي الاعلام الرياضي بكل قنواته والذي يفترض أن يكون شريكا وصوتا أمينا ونزيها، ومتى ما كانت هذه الأدوات تملك القدرة ولديها الاستعداد لاستيعاب المستجد فكرا وثقافة وعملا بشكل احترافي كلما ارتفع مؤشر النجاح. ولأننا نعيش بالفعل احترافا مختلفا ليس كباقي خلق الله اتساءل واترك لكم الاجابة: ما الذي يجبر اللاعب – أي لاعب – على أن يكون مجرد ( امعة) مسلوب الارادة فيسمح ( بمزاجه) لمن يحدد مساره ويقرأ مستقبله وهو ( بمزاجه) يستطيع أن يفعل دونما (لف ولا دوران) وبالطرق الاحترافية النظامية المشروعة بعيدا عن عمليات (الغميمة) التي تتنافى تماما مع ابجديات انظمة ولوائح الاحتراف؟!! ولماذا يتعمد بعض مسؤولي الأندية القفز على أنظمة الاحتراف ( عيني عينك) لمجرد تحقيق ما يعتبره انتصارا على الآخر بأساليب غاية في السخف والدناءة تفتقد لأبسط مبادئ التعامل الحضاري والانساني والأدبي مما أضر بعلاقات الأندية ببعضها وأصاب احترافنا في خاصرته! وعلى الرغم من أن اعلامنا الرياضي وفي غالبيته لم يواكب احترافيتنا وبأن التعصب يعشعش في كل مفاصله وأجوائه – مع الاسف - فبرامجه مخترقة وتدار عن بعد (بالريموت كنترول) وخطابه محتقن منفلت يقف في اطروحاته مع الواقع ونقيضه على مسافة واحدة الا أنه لا يمكن تبرئة بعض رؤساء ومسؤولي الأندية مما وصل اليه حال اعلامنا الرياضي من خلال تصريحات التعصب وأحاديث التشكيك!! والغريب العجيب أن يحدث هذا في زمن لم يعد المتلقي هو ذاته بالأمس بعد أن أصبحت لديه نافذته الخاصة يطل من خلالها ليعلق ويقول رأيه وفق قناعاته الشخصية دونما قيود أو املاءات!! وفي النهاية لا أحد يطالب بالمثالية في كل الأمور والمواقف لكن عقلاء الرياضة يريدونه احترافا يتحد ويشارك الجميع من أجل إنجاحه على اعتبار أن نجاحه سينعكس بالتالي إيجابا على كرة الوطن تنمية ومنجزا يضاف. وسلامتكم.