أشفق كثيراً على بعض اللاعبين الذين لا يعرفون ماذا يريدون من احترافهم؟ وعن ماذا يبحثون؟ وإلى أين سيقودهم جهلهم بأنظمة وقوانين الاحتراف؟ في قائمتي وقائمتكم وذاكرتي وذاكرتكم، الكثير من اللاعبين الذين قادتهم ثقافتهم الضحلة، وعدم وعيهم، وجهلهم إلى طرق لم تؤد بهم إلا إلى دائرة النسيان. لن أتحدث عن أسماء برزت في أوقات متفاوتة، وحققت الكثير من الشهرة والنجومية، ولكنها سقطت بقوة، وعادت من حيث أتت، كونها لم تعِ معنى الاحتراف والشهرة. دعونا من المبالغة وتعالوا نتحدث بواقعية وصدق، فالمحترفون الحقيقيون لدينا يمثلون «أقلية» أمام جيش من المحترفين، الذين لا يعرفون من الاحتراف إلاّ «قبض» آخر الشهر. أتمنى أن يكون لدينا احتراف حقيقي، يستطيع أن يفتي فيه وفي بنوده - رجل الشارع - وتصدر فيه لجنة الاحتراف قراراتها، وتقول رأيها في دقائق، وليس كما يحدث الآن. استمعت إلى مداخلة لرئيس لجنة الاحتراف الدكتور صالح بن ناصر مع برنامج «الجولة»، وكان يعلق على وضع مهاجم الاتحاد نايف هزازي حول خلافه مع ناديه بشأن العرض الذي قدم له. والحقيقة أن الدكتور صالح تحدث عن أمور كثيرة حول اللاعب وناديه، وأشار إلى تفصيلات داخل بنود اللائحة، وخرج من اجتهد أيضاً، وهؤلاء يرون أن من حق اللاعب أن ينتقل إلى ناد آخر. وفي برنامج «مساء الرياضية»، اختلفت مع الزميلين العزيزين خلف ملفي ومسلي آل معمر حول مسار هذه القضية وإلام ستنتهي، ولكننا اتفقنا في النهاية على أننا ضعنا في زحمة التعديلات. إن المؤكد أن لجنة الاحتراف تجتهد، وهي تشكر على اجتهادها، ولكنني أتمنى أن ترحمنا قليلاً من تعديلاتها المتكررة، اذ يجب أن يحاكي احترافنا الاحتراف المعمول به في أوروبا، وعند ذلك سيعرف اللاعب حقوقه وواجباته، ويعرف النادي ما له وما عليه، وإن كنت أرى أن قضايا اللاعبين والأندية مع الاحتراف لن تنتهي أبداً، ما لم نلزم كل لاعب محترف بوجود وكيل أعمال لديه. هناك حالان الآن أمام لجنة الاحتراف، الأولى للاعب عبدالله القرني الذي وقّع للنصر، ويرى نادي أبها بطلان التوقيع، والأخرى تتعلق باللاعب الاتحادي نايف هزازي، وهذه تحتاج إلى «فتوى رسمية» من اللجنة نفسها. لذلك أرى أن من المهم جداً أن تكون اللائحة واضحة وغير معقدة، كما هي اللائحة الحالية، التي تلغي فقرة في أحد بنودها، بنداً رئيسياً في صفحة أخرى، ما جعل بعض الأندية تستغل هذه الثغرات. وأنصح اللاعب الشاب نايف هزازي بأن يثق بوكيل أعماله، وأن يحوّل كل أموره وشؤونه الاحترافية إليه، حتى يتفرغ هو للعب الكرة ويركز على مستقبله، فهو الوحيد الذي يقرر، إما أن يتقدم خطوات إلى الأمام، أو يعود أميالاً إلى الوراء. لكنني لا أرى في ما قاله عن عقده الاحترافي الجديد - الموعود به - أسلوباً احترافياً، كون عصر الاحتراف يشبه «سلعة في متجر»، وعلى المشتري أن يقدم عرضه للبائع، وبين البائع والمشتري يفتح الله. لا أقول ذلك تحريضاً لنايف على ناديه، ولكنني أعني به كل اللاعبين المحترفين، لأن زمن «سأوقع على بياض» ليس عملاً احترافياً، وليس هناك لاعب عاقل يوقع على بياض، أما من فعل ذلك، فابحثوا عنه لتجدوه يعيش أياماً سوداء! ولا شك في أن نايف هزازي موهبة مقبلة بقوة، وأثبت أن لديه الكثير الذي يمكن أن يقدمه في المواسم المقبلة، بشرط أن يلتفت لمصدر رزقه، وهو كرة القدم، وأن تكون تجارب لاعبين كانوا نجوماً، ثم اختفوا وانتهوا حاضرة أمام عينيه، وعلى صناع القرار في الاتحاد أن يحتضنوه ويكرموه ويتفهموا مطالبه. [email protected]