في صفحة الرأي بتاريخ 24-4-1438ه قالت إحدى الكاتبات إنها ترفع إلى معالي وزير الصحة ما لاحظته من عدم الالتزام بالدوام من جانب معظم الأطباء في المستشفى الذي قامت بمراجعته ويتمثل عدم الالتزام الذي لاحظته في تأخرهم عن الحضور للدوام وطول فترة الاستراحة بعد الظهر وانشغال بعض الفنيين الصحيين بالمكالمات الهاتفية، كل ذلك على حساب أوقات المراجعين والمرضى وراحتهم وهي ملاحظة قريبة من الصواب؛ حيث إن عدم الالتزام الذي بهذه الصفة هو ظاهرة مألوفة في المستشفيات وغيرها من الجهات الخدمية وبدرجات متفاوتة بعضها قابل للتغاضي عنه، ويزداد عدم الالتزام بالدوام من حيث التأخر في الحضور والتعجل بالانصراف في بعض الجهات التي يفترض أن تكون قدوة في الالتزام والمواظبة مثل المحاكم وأخص بعض القضاة الذين يحضرون للعمل من مدن أخرى ومثل الجامعات وأخص بعض الأساتذة، وغيرها من الجهات التي تزكي منسوبيها ولا تنظر في أي نقد يوجه إليهم ما يجعل النقد في هذه الحالة مضيعة للوقت والحبر والورق. نسأل الله تعالى للجميع الهداية والانضباط في الدوام إبراءً للذمة وتحليلاً للراتب وقياماً للواجب الذي وجدوا من أجله وهو خدمة الوطن والمواطنين وأنا لا أريد من هذا أن أساوي غياب الأطباء العاملين في خدمة المرضى أو أقارنه بغياب غيرهم في الجهات الخدمية الأخرى لأن أي مقارنة من هذا القبيل هي مقارنة في غير محلها فغياب الأطباء والعاملين معهم لا يعطل مصالح الناس فحسب ولكنه يعرض حياتهم للخطر ولكن الذي أريد التأكيد عليه هو: 1- أن الغياب وعدم الالتزام بالدوام هو كله غياب غير جائز لا شرعاً ولا نظاماً وأن العمل كله وفي أي جهة هو أمانة إذا ضاعت كان ذلك منذر بقرب قيام الساعة كما ورد في الحديث الشريف في صحيح البخاري: إذا ضيعت الأمانة فانتظر الساعة. 2- أن الأطباء هم جزء من منظومة المجتمع الوظيفي الحكومي الذي يسود فيه مع الأسف عدم الالتزام النسبي من جهة إلى أخرى ومع ذلك فإن غياب الأطباء أخف بكثير من غيرهم بحكم طبيعة عملهم التي تحتم عليهم التواجد في أعمالهم. 3- المراجعون للمستشفيات وغيرها من الجهات الخدمية كلهم أو معظمهم هم من العاملين في جهات خدمية أخرى تركوا أعمالهم وتركوا مراجعيهم يتذمرون من غيابهم وهم في نقدهم لدوام الأطباء كمن يأمرون بالبر وينسون أنفسهم ومن ينهون عن خلق ويأتون مثله. 4- يبقى الأطباء والعاملون معهم أصدقاء للمرضى والمراجعين تغطي حسناتهم الكثيرة أوجه الغياب القليلة إن وجدت وقديماً قالوا: وينبغي التعامل معهم على هذا الأساس وهذا من العدل الذي هو أقرب للتقوى. وما أريد التأكيد عليه هو أن الغياب وعدم الالتزام بأوقات العمل كله غياب غير جائز في المستشفيات وغيرها وأقول غير جائز شرعاً ولا نظاماً وأن العمل في جهة هو أمانة من أهم الأمانات التي إذا ضاعت كانت نذيراً بقرب قيام الساعة كما ورد في صحيح البخاري. ثم إنني أجدها مناسبة لإبداء ملاحظة على زيارة معالي الوزير التفقدية لمستشفيات منطقة القصيم التي اقتصرت على مستشفيات بريدة وعنيزة دون سواها من المستشفيات الكبيرة والمرجعية في بعض المحافظات الرئيسية في المنطقة ومنها مستشفى الرس العام وهو مستشفى مرجعي لثلاثة مستشفيات صغيرة في غرب القصيم ولأكثر من خمسين مركزاً صحياً داخل المنطقة وأكثر من عشرين مركزاً من خارجها ولا شك أن زيارة معاليه لمستشفيات المحافظات لو تحقق لأدخلت السرور على الأهالي وأشعرتهم باهتمام معاليه ومرافقيه من كبار مسؤولي الوزارة بما يخص مستشفياتهم كما في مستشفيات المنطقة التي قاموا بتفقد أوضاعها وهذا هو الهدف من هذه الزيارة المباركة على المستشفيات التي قاموا بزيارتها وهاردلك للمستشفيات غير المشمولة بهذه الزيارة. ومن المستشفيات المتضررة بعدم شمولها بزيارة معالي الوزير مستشفى الرس القديم الذي تركه المسؤولون قبله مهجوراً منذ إحلاله بالمبنى الجديد قبل أكثر من 10 سنوات لم يستطع المواطنون خلالها من إقناع المسؤولين بالكف عن محاولة هدمه ولو أن معاليه وقف بنفسه على مباني هذا المستشفى لوجدها مباني عامرة يحرم هدمها. نرجو أن تحظى هذه الملاحظة بما تستحقه من اهتمام معاليه لوضع حد لهدم هذا المبنى ولو بتأجيره على القطاع الصحي الخاص بما ينفع الوزارة وينفع المحافظة باعتبار القطاع الصحي الخاص مكمل للقطاع الصحي العام. شاكرين ومقدرين ما ننعم به من أمن ورخاء وخدمات مجانية وفي مقدمتها الخدمة الصحية المتميزة عن غيرها من الخدمات بأنها موصولة بحياة الناس من المهد إلى اللحد. وبالله التوفيق.