في مجلس عزاء العم الكريم إبراهيم بن عبدالله العجاجي -رحمه الله- باستراحة ابنه الدكتور عبدالعزيز حارت النظرة فيمن حضر معزياً أو مستقبلاً للعزاء، الكل يعزي والكل يتقبل العزاء، يا ترى هل حيرتها من كثرتهم أو من عيون الحضور بانتقال البصر يمنة ويسرة للبحث عن البديل المناسب ليكون كبير ومرجع الأسرة من هو القادر على جمع كلمتها وربطها من قصيمها إلى حساها مروراً بضرماء وحريملاء ليحل محل العم إبراهيم بن عبدالله، فهو نقطة ارتكازها تعتمد عليه في كلمتها وقرارها وشخصيتها وقوتها، كان مثالاً وأنموذجاً للرجل الجامع للصفات الحسنة، لا تسمع منه لفظاً جارحاً ولا كلمة سوء في الآخرين، يعلو محياه ابتسامة صادقة محبة، يسعد باجتماع الكلمة وبالتواصل. كلماته تعطيك يقيناً برتباطه بربه، فمن الحمد لله إلى الشكر لله إلى حياكم الله إلى جزاكم الله خيراً.. إنه العم إبراهيم العجاجي حتى عند مرضه لم ينس صلاته وعبادته وتواصله وسؤاله عن الكبير والصغير، قبل وفاته بيومين وتحديداً يوم الخميس 21-4 كنت في زيارة له بصحبة العم عبدالرحمن بن سعود العجاجي وهو على فراش مرضه يحمد ربه ويشكره ويسأل عن الجميع ويطلب الجلوس وتناول القهوة ويسأل عن وقت صلاة الظهر.. ويودعنا بابتسامته الرقيقة الجميلة الصادقة ليعطينا إحساساً بأنه بخير، طالباً إيصال السلام للجميع. في مغرب الجمعة يطلب من ابنه اللواء سليمان أن يوصله إلى المسجد ليؤدي صلاة المغرب بالمسجد ويذهب ويصلي وهو على العربة ويسلم على الجميع بالمسجد فيسعدون بعودته ولكنه في الواقع يودعهم ويلقي نظرته الأخيرة على المسجد.. في يوم السبت يجتمع أبنائه حوله بعد صلاة العشاء فيطلب منهم أن يجعلوه على جنبه الأيمن استعداداً للقاء ربه، لديه إحساس بانتهاء مسيرة حياته لينتقل إلى جوار ربه وهو يردد الشهادة تنسل روحه بهدوء، هكذا هم الأتقياء عباد الله - نحن شهود الله في أرضه - أسأل الله الكريم أن يجعله في جنات النعيم.. وأن يجعل في أبنائه عبدالله وسليمان وعبدالعزيز ومحمد الخير والبركة، وأن يكونوا خير خلف لخير سلف. مات إبراهيم بن عبدالله العجاجي وترك الأثر الطيب الذي زرعه وبناء التلاحم والتواصل الذي أسسه شاهداً على نبله وخيريته.. رحمه الله رحمة واسعة.