يواصل الرمح الذهبي للشرعية اليمنية والتحالف العربي طعن بؤر العمالة للحوثيين وأتباع الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح، فبعد الطعنة الموجعة لبؤر العمالة في (المخا) وتطهير هذه المدينة الساحلية التي يشكل ميناؤها مصدراً مهماً لتزويد الانقلابيين بالأسلحة والبضائع المهربة ويدر أموال منهوبة من رزق الشعب اليمني تتمثل في جباية الانقلابيين لأموال الجمارك التي تتعدى الملايين ولهذا فقد استمات الانقلابيون في محاولتهم الحفاظ على ميناء المخا، إلا أن شجاعة وإصرار قوات الشرعية اليمنية المدعومة بقوات التحالف العربي كبدتهم خسائر كبيرة أجبرتهم على الهروب وتكبيدهم خسائر جمة تمثلت في مئات القتلى فقد ذكرت شهود عيان في مديريات جنوب محافظة الحديدة أنهم شاهدوا شاحنات محملة بجثث قتلى الانقلابيين متجهة شمالاً إلى مديرية الزيدية والحديدة تسبقها فلول العسكر الفارين من مدينة المخا المحررة، ولم يتمكن الانقلابيون من نقل جميع جثث قتلاهم إذ كل ما استطاعوا جمعه كما ذكرت مصادر موثوقة هو 214 قتيلاً معظمهم صغار السن. وتشمل عملية الرمح الذهبي عدة مراحل وإن تمثلت المرحلة الأولى في تحرير مدينة وميناء المخا، فإن المرحلة الثانية تستهدف تحرير محافظة الحديدة ومينائها الإستراتيجي المهم الذي يعد أهم ميناء تصل إليه الأسلحة الإيرانية. المصادر العسكرية القريبة من قوات الشرعية الوطنية وقوات التحالف العربي، أكدت أن المرحلة الثانية من عملية الرمح الذهبي قد بدأت فور إنجاز تحرير المخا، وبدأت القوات المشتركة من الجيش الوطني اليمني والمقاومة الشعبية مدعومة بقوات التحالف العربي الانطلاق نحو الحديدة من محورين الأول باتجاه الساحل الغربي الكامل وصولاً إلى الحديدة واستخلاص ميناء الحديدة، والمحور الثاني باتجاه المناطق الداخلية في محافظة تعز وخاصة في المناطق الشمالية والتي تحوي معسكرات الانقلابيين الواقعة على طريق تعز - الحديدة. المتابعون لمسار العمليات العسكرية في اليمن يرون أن الأيام القادمة ستشهد إنجازات كبيرة لقوات الشرعية بعد أن كثفت قوات التحالف العربي من دعمها وهجماتها وخاصة الغارات الجوية التي تكثفت خاصة على معسكرات الانقلابيين والقواعد التي تحمي مطار الحديدة، ويقارن المتابعون بين أوضاع القوى المتصارعة في اليمن، ففي الوقت الذي تعاني قوات الانقلابيين من نقص أعداد المقاتلين مما دفع الانقلابيين إلى تجنيد الأطفال وحتى النساء وبالقوة الجبرية، كما يعاني الانقلابيون من انهيار معنويات المليشيات الحوثية وقوات الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح وكشف عمليات استسلام العشرات من العناصر الانقلابية في مختلف مواقع الاشتباك وبالذات في المخا، والحد الجنوبي على الحدود مع المملكة العربية السعودية وفي معارك محافظة الجوف اليمنية، وقد أدى انهيار معنويات مقاتلي الانقلابيين في كلا المكونين لقوات الانقلابيين من الحوثيين وقوات الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح، إلى تراجع أعداد تلك القوات وضعفها في العديد من الجبهات ويضاف إلى هذا المشكل السلبي قلة التسلح والإمدادات التي ستتناقص بشدة بعد تحرير ميناء المخا وفقدان ميناء الحديدة قريباً. في المقابل نجد لدى الطرف الآخر ونعني به قوات الشرعية اليمنية والمقاومة الشعبية اليمنية وقوات التحالف العربي، ومن أهم عناصر القوة هو وجود غطاء جوي وإسناد قوي مؤثر لطائرات التحالف العربي التي تمتلك طائرات متقدمة جداً خاصة الطائرات الحربية السعودية، كما أن قوات الشرعية وقوات التحالف العربي تمتلك أعداداً كافية من الجنود المدربين النظاميين الذين لهم عمق إستراتيجي كبير مدعوم من قبل القوات المسلحة السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة اللتين تستطيعان إدخال عشرات الآلاف من القوات إلى مسرح العمليات في وقت قصير جداً، وكل هذا مدعم بارتفاع الروح المعنوية وبالذات لدى قوات الشرعية اليمنية والمقاومة الشعبية التي بدأت متيقنة من قرب تحرير بلادهم من مليشيات الانقلابيين. كل هذه العوامل الإيجابية لدى الشرعية اليمنية والتي يقابلها تآكل أوراق الانقلابيين بعد أن تكالبت عليهم عوامل سلبية عديدة ينتظر كثير من المتابعين أن يلحق ميناء الحديدة (متحرراً) ميناء المخا، وهو الذي يعد ثاني أهم ميناء يمني بعد ميناء عدن والذي يدر ملايين الدولارات يومياً عن إيرادات الجمارك، كما أن تحرير الميناء يحرم الانقلابيين من شحنات الأسلحة المهربة، ويوقف محاولات الانقلابيين والنظام الإيراني من تهديد الملاحة في البحر الأحمر، وإذ ما تم تحرير محافظة الحديدة ومينائها المهم، تكون المهمة القادمة للشرعية اليمنية وقوات التحالف العربي التحرير التام لمديرية مندي ومينائها الذي وإن كان صغيراً إلا أنه كان منفذاً لوصول الأسلحة الإيرانية المهربة وإذا ما تم تحرير ميناء الحديدة وميناء مندي بعده يكون قد تم السيطرة تماماً على سواحل اليمن الغربية الواقعة على البحر الأحمر ووقف تهريب الأسلحة الإيرانية عبر تلك الموانئ مما سيجعل الانقلابيين في متناول قوات الشرعية اليمنية.