منذ عقدين لم أشاهد منتخبنا يلعب بانضباط تكتيكي كما نشاهد الآن، حتى مركزه في فيفا مر بمراحل سيئة ذكراها تجلب الكآبة لمتذوق الكرة السعودية، أودّ التذكير بأن آخر منجز خليجي كان عام 2004 بقيادة الهولندي فاندرليم بتحقيق كأس الخليج في الكويت، وآخر منجز آسيوي بطولة كأس آسيا عام 1996 في الإمارات بقيادة البرتغالي فينغادا، وكذلك آخر تأهل لكأس العالم عام 2006 بقيادة الأرجنتيني كالديرون، السؤال هل تغيير مدارس التدريب العالمية على لاعبي الأخضر أضرتهم باستثناء مستويات جيدة في كأس آسيا 2007 مع أنجوس! في العرف العالمي لمدارس التدريب تغيير المدربين وطرق اللعب يسبب النكسات وعدم الاستقرار بمستوى فني وتوليفة مميزة لأي منتخب في جميع قارات العالم، لا أخفيكم لم نتلذذ بكرتنا كما عهدناها سابقًا في عهد الإنجازات والبطولات رغم الفوز أحيانًا وبمستويات هزيلة! المتعة والجدية والانضباط أراها بدأت مع الجدي (مارفيك) منذ تسلّمه دفَّة المنتخب، مع انتقاد البعض له، بدأ بهدوئه المعتاد يطبق فكره الهولندي ومدرسته، قالوا عنه: لماذا يحلل في التلفزة ويترك منتخبنا لمساعديه، وقيل يبحث عن المادة! لعله لم يحرز بطولات مع الفرق التي دربها ولكن أبرز إنجازاته ثاني منتخبات العالم 2010 لهولندا أمام الممتعين الإسبان. وتدريبه لدورتموند الألماني ومستويات جيدة آنذاك، هل تشرب لاعبونا الطاحونة الهولندية مع مرور مدربين هولنديين أم أن (البارع) مارفيك أوصلها لهم؟ تشاهد الأخضر في الحراسة قتالية والدفاع حصونًا عنيدة والوسط رسمات فنية ومثلثات مبهرة، وفِي الهجوم أهداف بطرق مختلفة، وأهم ملاحظة لا يمكن مشاهدة لاعب يتوقف في مكانه سواء الكرة له أم عليه، والاستفادة من أغلب الكرات الثابتة التي عانينا من استغلالها سابقًا هجومًا ودفاعًا.. نتصدر مجموعتنا الآسيوية لنهائيات روسيا 2018 بعشر نقاط، ويتوقع أن يسير بِنَا إلى روسيا بكل جدارة واستحقاق بلمسة برتغالية، ساعده استقرار إداري بوجود الاستاذ طارق كيال وإدارته، ولاعبين لا ينقصهم مهارة، إذا اكتملت المنظومة بأطرافها فلن نرى الأخضر إلا في المنصات وبطولات العالم، أفضل إنجازًا لاتحاد عيد الراحل. تجديد عقد مارفيك لنهاية تصفيات كأس العالم وتحقيق مركز متقدم في فيفا، نعود لكرتنا السعودية خارج الملعب ومشكلة بعض لاعبي المنتخب مثل العويس وأثرها النفسي عليه..! فمارفيك غير مسؤول عمّا يحدث لأي لاعب بسبب مشكلة عقده هو أو غيره. الاتحاد الحالي معني بمتابعة عقود لاعبي المنتخب حتى لو تطلب الأمر تدخل الأمير عبدالله بن مساعد وتحديدًا لجنة الاحتراف ومتابعتها، الوقت كفيل بإذن الله بتأهل منتخبنا السعودي لكأس العالم فالمنعطف الأخير نمر به حاليًا وأهميته تكمن بتفرغ كافة الأطراف من مدرب ولاعبين وإداريين للتأهل لكأس العالم وبجدارة والله من وراء القصد. - بدر بن فهد الدهمش