بينما كنت أتصفح (تويتر) شد انتباهي هاشتاق (مستقبل أقسام التاريخ)، الذي أطلقه الدكتور عبد الله بن عثمان الخراشي رئيس قسم التاريخ في جامعة الملك سعود، وكان هذا الهاشتاق مواكباً للاجتماع الأول لأقسام التاريخ في الجامعات السعودية، ولقد وجد تفاعلاً كبيرا من المؤرخين والمؤرخات وأساتذة أقسام التاريخ في مختلف الجامعات، وبدا وكأنه لامس جرحاَ لدى المؤرخين والمؤرخات. ساقني فضولي من خلال متابعة الهاشتاق للتعرف على تفاصيل مجريات الاجتماع الأول لرؤساء أقسام التاريخ الذي عقد يومي الأربعاء والخميس الموافق 5-6-4-1438ه في رحاب جامعة الملك سعود، برعاية سعادة الدكتور عبد الله السلمان وكيل الجامعة، فوجدت تصريحا لرئيس قسم التاريخ بالجامعة الدكتور عبد الله بن عثمان الخراشي أوضح فيه قائلاً بأن هذا اللقاء الأول من نوعه لرؤساء أقسام التاريخ بالجامعات السعودية، ويهدف إلى تعزيز الشراكة الأكاديمية بين أقسام التاريخ داخل المملكة، ومناقشة أبرز القضايا التي تهم أقسام التاريخ من حيث تحسين المخرجات التعليمية، وتحقيق جودة الدراسات العليا، وتدعيم البحث العلمي، وإنشاء قاعدة بيانات لأعضاء هيئة التدريس بالأقسام، شاملة وسائل التواصل والتخصصات الدقيقة، والدرجة العلمية، والإنتاج العلمي، وكان من النقاط المهمة للباحثين والباحثات الاتفاق على إنشاء قاعدة بيانات للرسائل العلمية المجازة والمسجلة بالأقسام. أيضا نبه الدكتور الخراشي باهتمام خادم الحرمين الملك سلمان بن عبد العزيز- حفظه الله- بالتاريخ، وتأكيده على أهميته في كثير من المناسبات التي يرعاها حفظه الله، كما نوه بتشرف قسم التاريخ في جامعة الملك سعود بقبول خادم الحرمين الشريفين لشهادة الدكتوراه الفخرية في التاريخ والحضارة من قسم التاريخ بجامعة الملك سعود، وبالإضافة إلى مناقشة مهام أقسام التاريخ في تفعيل هذا الدور في ظل برنامج التحول الوطني (2030) ورؤية المملكة 2030، ومناقشة تطوير الخطط الدراسية لأقسام التاريخ، وتوجيه مواضيع الخطط في مرحلة الدراسات العليا، وتطوير البرامج والأنشطة البحثية، وتعزيز التعاون بين أقسام التاريخ في الجامعات السعودية. وفي نظري كباحثة ومهتمة في التاريخ أن هذا الاجتماع خطوة مهمة طال انتظارها لمستقبل قسم التاريخ وتخصصه، الذي يُعد أحد فروع العلوم الاجتماعية التي يضم كلاً من علوم الجغرافية والتاريخ والفلسفة والسياسة والاقتصاد والاجتماع، ويعني بدراسة الماضي في مختلف مراحله باعتباره جذوراً للحاضر والمستقبل، وتكمن أهمية قسم التاريخ في تحقيق ضمان تكوين مواطن مزود بمعالم ومرجعيات وطنية أصيلة تعكس قيمه الحضارية، وترسخ الارتباط بالقيم التي يحملها التراث التاريخي والجغرافي، وفهم الدروس والعبر من دراسة الماضي من أجل فهم الحاضر والتنبؤ بالمستقبل، كذلك إدراك دور الإنسان في بناء الحضارات وقدرته على التغلب على المشكلات التي تواجهه، ومعرفة تاريخ الوطن وتعزيز المعالم التاريخية. وليس هذا فقط فهناك أهداف يسعى لها قسم التاريخ على شتى المستويات مستوى الفرد، والمستوى الوطني، وعلى المستوى العالم الإسلامي بل حتى المستوى العالمي، فليصبح خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز - حفظه الله- قدوتنا للاهتمام بالتاريخ، بعد هذا أليست هذه الأمور كافية لتدل على أهمية تخصص التاريخ خصوصا للفئة التي تسعى إلى تهميش هذا القسم وإقفاله، وبنفس الوقت باعثة للأمل والتفاؤل لمحبي تخصص التاريخ وأنا منهم وشهادتي بهذا التخصص مجروحة لأني ابنة هذا التخصص في مراحل دراستي للبكالوريوس والماجستير.