في علم اجتماع الأجيال (نظرية الأجيال) وضَع - كارل مانهايم - نظرية بعنوان: مشكلة الأجيال.. فإن الأشخاص يتأثرون بشكل مباشر بالبيئة الاجتماعية التاريخية التي تسيطر شبابهم مما يشكل أجيالاً اجتماعية تستمتع بتقسيم الحياة، والجيل كما هو مُعرّف: مرحلة التعاقب الطبيعية من أب إلى ابن ومدة الجيل 33 سنة * أثار المغردون وسمًا يحمل شريط ذكرياتنا وصورنا وتاريخنا والشجن الذي مضى عليه وقت طويل.. هاشتاق (جيل الثمانينيات) الذي تشكّل على هيئة ارتباط وجداني بين الماضي والحاضر وضرورة الارتباط بين الزمنين كعلاقة جدلية في بُنية الفرد وعلاقته بكل ما هو قديم، وسيكولوجيًا فإن الفرد مع مرور الزمن يصبح أكثر تشبثًا بمكونات الماضي رغم مغريات الحاضر إلا أن الأشياء البسيطة في شكلها وثمنها كان لها أثر ووقع ملموس.. الكلام عن الجيل والزمن الثمانيني ما هو إلا دغدغة لمشاعر وأحاسيس هذه الفئة التي تتمسك بكل ماضيها وتحاول جاهدة أن تؤرشف ما تأرشَفَتْ عليه، وإني لأشكر الله أني من جيل منتصف الثمانينيات وفخورةٌ بذلك حقًا.. ولادتنا في هذه الحُقبة لا يعني أن الأجيال السابقة أو اللاحقة لا تستحق الاهتمام، بل يعني أننا وُجِدنا فأوجَدْنا أنفسنا بكل تدريجي، واستقبلنا الحياة ببساطةٍ وصبر وهيبةٍ وقيمة وأحلام عريضة تشبه التقويم الجديد، نحن الجيل الذي لا يعرف (الطفش) نسلّم على الوقت قبل أن نستلمهُ.. نخترع من الفراغ ما يبهج، ونضحك حتى نريح قلوبنا من التعب، نحن الجيل الذي تعلّم من هيبة الاحترام والمقام والقيمة والمكان والكتاب والمكانة.. جيل الثلاثة ملوك اعتبره جيلاً مخضرمًا عاصر واعتصر يعرف قيمة الأشياء التي بدأت بصعوبة وانتهت بِ ترف.. جيل التلفزيون السعودي الذي تشكّلَ على قناتَيه الأولى والثانية ولا خيار ولا بدائل ومع ذلك كنا نحبّ تنوّع عروضه ونتابع صفوة البرامج التي أبهرتنا والمسلسلات والمسابقات الرمضانية بألحانها وأشجانها وأطفالها ومخرجيها الذين لا نعرف عنهم اليوم شيئًا! - ولن نعرف - جيل مستمع مستمتع منصت يُؤقّتُ نفسه على إذاعة الصباح الأبوية.. جيل يعي معنى الأغاني الوطنية فقد عايشنا بداية التسعينيات وأزمة الخليج والنقلة الفضائية لعالم التلفزة واستقبلنا ظهور الشبكة العنكبوتية والاختراعات بشكل تدريجي فكانت الألفية إيذانًا بدخول حقبة جديدة. وجميلٌ أن نشاهد مجهودات فردية على قناة اليوتيوب توثّق أرشيف التلفزيون السعودي وتوثيقهم هذا محل تقديرٍ وشكر لأن هواة جمع المعلومات لا يمكن أن يعوِّض تمسكهم بالماضي الجميل إلا قناة سعودية متخصصة فقط وفقط في الأرشيف منذ بداية البث التلفزيوني إلا ما لا نهاية.... لنعرف من هم أيضًا جيل السبعينيات ونلتحم فنكبر أكثر. ونحب ميلادنا وكل الأجزاء التي رافقَت مسيرة الذاكرة الإعلامية وتكريم الرعيل الأول الذي صنع لنا تلك الحقبة مع الحب والتحية.