تكاد جريدة الجزيرة أن تكون واحدةً من أهم المحطات التي توقف فيها القاص صالح الأشقر رحمه الله، فلقد عمل فيها محرراً ثقافياً متعاوناً، أثناء تصاعد تيار الحداثة الأدبية، التي كانت الصفحة الثقافية اليومية في الجريدة تنتمي له، بل كانت الأكثر انغماساً فيه، على مستوى الصحافة المحلية. انضممتُ لهذا الفريق عام 1980م، وكان الاستاذ خالد المالك هو رئيس التحرير، قبل أن تسبب قصيدة الدكتور غازي القصيبي في مغادرته لهذا المنصب عام 1984م، ومغادرة كل الفريق الثقافي معه. كان أبو طارق، الذي زاملته في الغرفة التجارية الصناعية، ثم في مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث، لا يجد نفسه إلا في العمل الثقافي، أما غيره، فهو مجرد وظيفة، ولم يكن محباً للوظائف. كان مخلصاً للكتابة، لكنه لا يتسرع في النشر. المجموعة القصصية الأولى «ضجيج الأبواب»، جمعها متأخراً. يهتم بتقديم الأصوات الجديدة، ويفرد لها مساحات كبيرة. الكثير من كتاب الساحة اليوم، يعدّون الصفحة الثقافية بجريدة الجزيرة، بيتهم الأول، ويحنّون لتلك المرحلة الثرية بنشر الإبداع الحداثي وبطرح القضايا الحساسة. ربما يذكر الاستاذ عبد العزيز المنصور، نائب رئيس تحرير الجزيرة اليوم، ومحرر صفحات «عزيزتي الجزيرة» آنذاك، كيف كان الفقيد يكتب في تلك الصفحة «الساخنة، بين الحين والآخر، مقالات صحفية جريئة، تتوجه لتطوير وعي المجتمع، وهذا ما لم يكن محررو صفحات الثقافة في الصحف السعودية، يفعلونه. مَنْ مِثْل صالح الأشقر، لا يُرثى؛ كيف ترْثي الحي؟!