توقع وزير الطاقة والصناعة والثروة المعدنية شح المعروض في سوق النفط العالمية خلال عامين أو ثلاثة أعوام. وقال المهندس خالد الفالح خلال مؤتمر في أبوظبي إنه يتوقع أن ينمو الطلب العالمي على النفط أكثر من مليون برميل يوميا في 2017. وأضاف أن السوق تتحرك صوب توازن بين العرض والطلب وأن اتفاق ديسمبر بين أعضاء أوبك والمنتجين المستقلين لخفض الإنتاج سيسرع هذه العملية. وأشار إلى أن الاتفاق مدته ستة أشهر وأن المنتجين سيبحثون إمكانية تمديده في وقت لاحق. وأضاف الفالح أنه مازال يتوقع إجراء الطرح العام الأولي لأسهم شركة أرامكو السعودية في 2018. وتعتزم المملكة بيع ما يصل إلى 5 % من الشركة فيما قد يصبح أكبر طرح عام أولي في العالم لتجمع عشرات المليارات من الدولارات. ويعكف المسؤولون منذ أوائل العام الماضي على التفاصيل المعقدة للطرح بما في ذلك الشروط القانونية وكيفية تقييم أصول أرامكو وكذلك تحديد البورصات التي ستدرج الأسهم بها. وترأس المهندس الفالح وفد المملكة المشارك في أسبوع أبو ظبي للاستدامة 2017، الذي يضم قادة الفكر وصناع السياسات والمستثمرين في العالم، وكبار رجال الصناعة والمدافعين عن البيئة، ويتناول التحديات التي تواجه قطاع الطاقة المتجددة والتنمية المستدامة. وأكَّد الفالح في كلمة افتتاحية في منتدى الطاقة العالمي عنوانها «الطاقة العالمية: الطريق إلى الاستدامة في المستقبل»، على أن العالم سيواصل اعتماده على الموارد الهيدروكربونية التقليدية كوقود لتحفيز رغبته المتزايدة من أجل التنمية والابتكار، وذلك لفترة لا تقل عن بضعة عقود قبل أن نحقق مزيجاً أكثر توازنا من الوقود التقليدي والبديل بما في ذلك موارد الطاقة المتجددة. كما أشار إلى أن الطلب على الطاقة سيستمر في النمو ولابد من تحقيقه، مع مراعاة اختيار مصادر الطاقة، قائلاً: «إن معدل الطلب على الطاقة في العالم اليوم يبلغ نحو 280 مليون برميل يوميا من المكافئ النفطي، على مدى السنوات ال 25 المقبلة نتوقع أن ينمو هذا المعدل بنسبة أكثر من 40 في المئة (إلى ما يقرب من 400 مليون برميل)، حيث سيزداد عدد سكان العالم بنحو ملياري شخص - مع توقعات منطقية لمستوى أعلى للمعيشة تتطلب مزيدا من الطاقة، ولكن يحكمها جزئيا الوعي بأهمية تحسين كفاءة الطاقة». وأكَّد الفالح، على أنه على الرغم من الاعتماد بصورة كبيرة على الوقود التقليدي، فإنَّ التوازن سيتحقق إِذْ ان العالم اجتمع ليتصدى جديًّا لتغير المناخ، ويتبنى الدعوة للعمل على تقليل انبعاثات الكربون عالميا، وأعلن أن نقطة التحول تمثلت في اتفاقية باريس - التي تم توقيعها عام 2015 وصادقت عليها المملكة العام الماضي. وأضاف: هذا هو السبب الذي يجعلنا نحن أيضاً في المملكة ندرك حاجتنا للقيام بالدور المطلوب منا لتنفيذ اتفاقية باريس وتقليل انبعاثات الكربون، خاصة مع دورنا القيادي في مجال الطاقة العالمية، فعلى سبيل المثال: نحن نتوقع أن الغاز الطبيعي النظيف سيشكل نحو 70 في المئة من مزيج طاقة المرافق خلال العقد المقبل وهي أعلى نسبة بين دول مجموعة العشرين». ولفت وزير الطاقة والصناعة والثروة المعدنية إلى الإمكانيات الهائلة للطاقة المتجددة والتي وصفها بالمذهلة. وقال: إنه تم حساب الطاقة الناتجة عن الشمس لمدة 90 دقيقة وهي تزيد على الطاقة الناتجة ب 15 مليار طن من مكافئ البترول، وتزيد على حاجة العالم الأساسية للطاقة، كذلك فإنَّ الرياح يمكن أن تمدنا بما يوازي 146 مليار طن من مكافئ النفط كل عام، وهذا يزيد على حاجة العالم السنوية للطاقة بنحو عشرة أضعاف. كما أشار إلى ان الموارد الممكنة هائلة وكذلك الحاجة المتزايدة للطاقة النظيفة، ويكمن التحدي في عبور الفجوة الخاصة بكل من التقنية والاقتصاد للاستفادة الكاملة من تلك الموارد».