برغم فوضويته وعدم وجود خطة مفهومة له إلا أن «حزب المعارضة» الرياضي يتشكل بشكل مستقيم وواضح - دون أن يلاحظ الكثيرون- بعد أن كان لكل ناد «كبير» حزبه «المعارض» الخاص به وهو الأمر الذي لم ينتبه لإرهاصاته أحد حيث ان وجوده بهذا الشكل المتقاطع يعني المزيد من فوضى «المعارضة» ولا أسميها «النقد» على اعتبار أن محاور الانتقاد التي برزت منذ دخولنا عهد «الانتخابات» تدور على مناهضة الأسماء دون التوغل بالعمل وهنا استثني -طبعا- النقاد الحقيقيون. الحزب «المعارض» يلتف بشكل جماعي لإسقاط اي شخصية قيادية سواء على رأس الهرم الرياضي أو داخل المؤسسات الكروية ولا أعتقد أن خبرا كاذبا مثل «إعفاء عبدالله بن مساعد» سيحتاج لدليل على وجود «حزب المعارضة» اللامهني..!! في حقل السياسة يبدو الأمر واضحا وتاريخيا بين «المعارضة» و»الحكومة» ولكل دولة طريقتها إذ ان هناك دولا تتيح للمعارضة إنشاء حزب سياسي وهناك من ترفضه إذا ما تخطى حدوده الرسمية متحولا ل«تمرد»..!! في الجانب الرياضي اندية واعلام تتعايش مع «معارضة» فوضوية ولذلك فإنها تستنزف الكثير من الوقت وتعطل الكثير من الكفاءات وتشتت مجالات التطوير بتشكيكها الدائم وحروبها الشخصية واتهاماتها بل وتضليلها للراي العام بأخبار ملفقة ليصل الأمر الى اعلان الحرب على كل شيء كما فعل -البعض- حينما رمى المنديل للتباكي بعد ان خسر مرشحه بالانتخابات الاخيرة لاتحاد الكرة..!! يفترض أن تكون المعارضة الكروية داخل قبة الجمعية العمومية فيما يتفرغ الاعلام الى ممارسة العدالة والحياد والانتقاد الحقيقي..! هذا الذي يفترض لكن ماذا عن واقع الحال؟ الجمعية العمومية تلتزم الحياد فيما الاعلام يتقمص دور «المعارضة» بالنيابة عن الجمعية..! قد لا يدرك -الكثيرون- حجم خطر التوسع بهذا الكيفية لأن الكلمة الصادقة أو الثناء المخلص الحقيقي لن يكون له وجود، بل سيوصم صاحبه بالمنافق أو المتمصلح أو «اللي ماعنده سالفه» وستكون ثقافة «المعارضة» هي «الزي « الرسمي للصحفي أيا كان موقعه بدليل أن غالبية من دخلوا لعبة الانتخابات -إعلاميا- ركزوا على منافس «مرشحهم» وحاولوا تعطيله أو تشويهه أكثر من إبراز ملف «مرشحهم» وهنا نكتشف أنهم تحولوا «لمعارضة» دون وعي بمهنية الإعلام واستقلاليته مع أهمية الوقوف تقديراً للصحف والإعلاميين الخارجين عن هذا السياق. ليست مسألة تعصب..!! صدقوني ليس الأمر كذلك تماما.. إنها مسألة «فروسية» فالبعض يخجل من مدح أي مسؤول حينما يستحق لأن ذلك بنظره يخدش نظرة الاخرين له كناقد، ولهذا هو في الأصل «معارض» فهناك فرق بين الاثنين تماما إذ إن المعارض لا يمكن ان ينطق «عدلا» بمن يعارضهم وهو ما يحصل لدى -بعض- اعلامنا بالضبط..!! تسألونني عن الحل.. ببساطة شديدة سأسأل قبل أن أدلكم عن الحل.. كيف تنظر منظومة «البلد» للرياضة؟ وسلامتكم.. قبل الطبع: «ليس هناك جيش أقوى من فكرة.. حان وقتها» فكتور هوجو