قبل أيام شرف خادم الحرمين الشريفين حفظه الله مجلس الشورى, مفتتحاً بكلمته التوجيهية التوضيحية الدورة السابعة للمجلس بحضور معالي الوزراء والمسؤولين و أعضاء الشورى. قبلها بيوم أدى أعضاء الدورة رجالاً وسيدات القسم أمام المليك.. وأتذكر الشعور العميق بالمسؤولية الذي انتابنا في نفس الموقف قبل ابتداء الدورة السادسة, ونحن نمثل أمام خادم الحرمين في أول مشاركة للسيدات كأعضاء في مجلس الشورى. موقف تشريف وتكليف يتضمن ما لن يتكرر لأحد بعدنا, إذ حملنا مسؤولية إنجاح التجربة الأولى. والحمد لله إننا قمنا بتلك المسؤولية بأقصى ما نستطيع على اختلاف مشاربنا وخبراتنا وفهمنا لما أنيط بنا. قدم رئيس مجلس الشورى معالي الشيخ الدكتور عبدالله آل الشيخ تقريراً ضافياً بمنجزات الدورة السابقة, سواء تحت القبة والنشاطات الأخرى كتوطيد العلاقات الدولية وتقوية الصداقات والتفاعلات. كلمة الملك تشمل عادة ما تحقق خلال الفترة التي انتهت, وتفصل السياسات الداخلية والخارجية للمرحلة القادمة, من ذلك ما استجد من أنظمة ومنجزات وتحديات معتمداً على الرؤية الرسمية الجديدة, وهي رؤية التحول الوطني 2034 قائماً على قيام كل المواطنين بدورهم في البناء رجالاً ونساء. وما نراه ثوابت لا تتغير كالحرص على سلامة الوطن واستقرار الجوار وحمايته من الأطماع والعبث بأمنه سواء من جهات داخلية أو خارجية. سمعت كلمة الملك وهو يلقيها عبر الأثير الإعلامي, وقرأت النص الكامل متأملة أبعاد الفحوى للصيغة المكثفة. وسعدت بما تأكد لي في عباراتها من تركيز على محاربة المحاولات المغرضة لتصديع اللحمة الوطنية, وإضعاف الشعور بالانتماء عبر الأفعال والأقوال التي ترسخ الطائفية والتشقق المحلي والتبعية لجهات خارجية. تفاءلت أن توصياتنا التي لم تلق حظها من التفاعل والاهتمام في الدورة الأسبق كتجريم الكراهية والإقصاء واستفزاز الآخر والتحرش ستصبح بإذن الله قانونا رسميا يعاقب مرتكبها. وأرى أهم ما جاء في الكلمة الضافية ما انتهت به من تأكيد و طمأنة: «الظروف التي نمر بها حاليا ليست أصعب مما سبق، وسنتجاوزها إلى مستقبل أفضل وغد مشرق بإذن الله, ولن نسمح لأي من التنظيمات الإرهابية أو من يقف وراءها أن يستغل أبناء شعبنا لتحقيق أهداف مشبوهة في بلادنا أو في العالمين العربي والإسلامي، ورغم ما تمر به منطقتنا العربية من مآس وقتل وتهجير إلا أنني متفائل بغد أفضل، إن شاء الله». أدعو الله أن يحقق الله أمالك ورؤاك و رؤى و إجراءات كل جنودك العاملين لحماية الوطن من أعلى صف يقف فيه ولي عهدك وولي ولي عهدك يا خادم الحرمين إلى كل مسؤولي المؤسسات ومخططي المسيرة ومنفذي خططهم ومبادراتهم. لنرى ثمار رؤية التحول التي ننطلق منها. وفقنا الله جميعاً أينما كنا لخدمة الوطن والذود عن مصالحه واستقراره و التفاف مواطنيه حول هويتهم الوطنية العربية المسلمة. وسأعود لأهم ما جاء فيها في حوارنا القادم.