بدأت في وقت سابق امس الخميس عملية لإجلاء آلاف من المدنيين ومقاتلي المعارضة من شرق حلب في إطار اتفاق هدنة ينهي سنوات من القتال داخل المدينة. وقال مراسل لرويترز في المنطقة إن قافلة مؤلفة من عربات إسعاف وحافلات تقل نحو ألف شخص غادرت شرق حلب الذي تعرض لقصف وحصار على مدى أشهر. وقال التلفزيون السوري الرسمي في وقت لاحق إن قافلتين أخريين تتألف كل منها من 15 حافلة غادرتا المنطقة أيضا. وقال أحد مقاتلي المعارضة إن الثانية وصلت إلى منطقة الراشدين الخاضعة للمعارضة. وقال يان إيجلاند مستشار الأممالمتحدة للشؤون الإنسانية في سوريا «ألوف الأشخاص يحتاجون للإجلاء لكن أول وأهم شيء هو إجلاء الجرحى والمرضى والأطفال ومنهم الأيتام». وترك الفارون وراءهم أرضا مقفرة تخص بأطلال أبنية مهدمة وركام وجدران تغطيها آثار الرصاص حيث عاش عشرات الآلاف حتى الأيام الأخيرة تحت قصف مكثف حتى بعد انهيار الخدمات الطبية وعمليات الإنقاذ. وخربت الحرب حلب المركز الاقتصادي السابق لسوريا التي تشتهر بمواقعها التاريخية. وقتل أكثر من 300 ألف شخص في الحرب التي فجرت أسوأ أزمة لاجئين في العالم وسمحت بصعود وتوسع تنظيم داعش. من جهة أخرى حذر مبعوث الأممالمتحدة إلى سوريا ستافان دي ميستورا امس الخميس من أن مدينة أدلب السورية، حيث لجأ مقاتلون وأسرهم بعد أن تم إجلاؤهم من حلب، يخشى أن تكون «حلب المقبلة». وقال في مؤتمر صحافي في باريس «إذا لم يكن هناك اتفاق سياسي ووقف لإطلاق النار، فإن أدلب ستصبح حلب المقبلة»، مشيرا إلى أولوية نشر موظفين من الأممالمتحدة للإشراف على عملية الإجلاء من حلب.