أعلنت موسكو تمديد أحدث هدنةٍ في حلب ل 24 ساعة إضافية، فيما تحدثت شبكة «شام» الإخبارية عن «خلوِّ المعابر في المدينة من أي حركة»، مشيرةً إلى رفض سكان الأحياء المُحاصَرة من جانب النظام مغادرتِها. وأفادت وزارة الدفاع في موسكو بإصدار الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، أمراً بتمديد الهدنة في المدينة الواقعة في شمال سوريا ل 24 ساعة إضافية، علماً أنها دخلت حيز التنفيذ في الثامنة صباح الخميس، وكان مقرَّراً إنهاؤها في السابعة مساءً قبل أن تُمدَّد. لكن الأممالمتحدة اعتبرت التمديد غير كافٍ للوصول إلى ما سمَّته «اتفاقاً أوسع». وذكرت المنظمة الدولية أن موسكو أبلغتها بأنها ستتوقف عن قصف شرق حلب 11 ساعة يومياً على مدى 4 أيام، وهو ما لا يكفي، وفقاً لتقدير المنظمة، للتوصل إلى اتفاقٍ أوسع يشمل خروج مقاتلين من هذه المنطقة، بحسب ما أوردت وكالة «رويترز» للأنباء على موقعها الإلكتروني. وحلب، التي تعدُّ مركز محافظةٍ تحمل الاسم نفسه، مقسَّمة منذ 2012 بين قسم شرقي مع المعارضة وغربي لا يزال تحت سيطرة قوات بشار الأسد. ونقل موقع «رويترز» عن المستشار الأممي للشؤون الإنسانية، يان إيجلاند، قوله إن «الروس قالوا 11 ساعة يومياً لمدة أربعة أيام تبدأ من الخميس»، مستدركاً «نأمل أن تكون 4 أيام بدءاً من الجمعة». وأخبر المستشار الأممي صحفيين في جنيف بقوله «روسيا أعلنت في بادئ الأمر توقفاً لمدة 8 ساعات، لكن الأممالمتحدة اعترضت على أن الفترة قصيرة لا تسمح بإجلاء الجرحى وإدخال المساعدات». لكن البيان الذي أوردته «رويترز» نقلاً عن وزارة الدفاع الروسية يشير إلى تمديد ل 24 ساعة بدءاً من مساء الخميس. وقالت روسيا إنها أوقفت القصف الجوي على حلب كي يغادر عناصر جبهة «فتح الشام» (النصرة سابقاً) القسم الشرقي من المدينة بموجب اقتراح أممي سابق. لكن المبعوث الأممي الخاص بالأزمة السورية، ستافان دي ميستورا، اعتبر الهدنة استجابةً لطلب منظمته إجلاء المحتاجين لرعاية طبية. وصرَّح دي ميستورا «الاتفاق واضح. على النصرة أن تعلن استعدادها للمغادرة، أو يعلن ذلك آخرون نيابةً عنها". وشدد «فلنفصل بين الأمرين، اليوم نحن نعتبر ذلك إجلاءً طبياً أو دعماً طبياً. الخطوات التالية هي جزء من اتفاقٍ أكبر يتعين التوصل إليه». وكان دي ميستورا تحدث قبل أسبوعين عن وجود 900 عنصر من «فتح الشام» في شرق المدينة الذي يضم أيضاً نحو 7 آلاف من مقاتلي المعارضة المعتدلة حسب تقديراته، لكنه عدَّلها على ما يبدو قائلاً إن العدد الإجمالي على الأرجح يتراوح بين 6 و7 آلاف مقاتل. وقبل نحو شهرين؛ أعلنت «النصرة»، المصنَّفة على نطاقٍ واسع كجماعةٍ إرهابية، انفصالها عن تنظيم القاعدة وتغيير اسمها إلى «فتح الشام»، لكنها ظلَّت مصنَّفةً إرهابية في نظر المجتمع الدولي. وتستثني الهدن في سوريا تنظيمي «داعش» و»فتح الشام»، أي تتيح استهدافهما. وتتطلع الأممالمتحدة، وفقاً لتصريحات يان إيجلاند، إلى إخراج دفعة مرضى ومصابين اليوم من شرق حلب إلى غربها أو إلى مدينة إدلب الموالية للمعارضة. وستكون هذه الدفعة الأولى من نوعها. وصرَّح إيجلاند «نأمل أن نستمر حتى نتمكن من إجلاء كل الحالات التي تحتاج لمثل هذا الإجلاء، ونأمل في حدوث ذلك في غضون أيام، وقد تكون هناك مئات الحالات مع أسرها». بدورها؛ أفادت شبكة «شام» الإخبارية بخلوِّ المعابر التي اعتمدتها قوات الأسد وروسيا كمخرجٍ لسكان شرق حلب من أي حركة أمس. وذكرت الشبكة، في تقريرٍ مطوَّلٍ على موقعها الإلكتروني، أن الأهالي رفضوا مغادرة مناطقهم. ونقلت عن بريتا الحاج حسن، وهو رئيس «المجلس المحلي لحلب»، أن ما يُروَّج عن خروج مدنيين ومقاتلين عبر المعابر جزءٌ من «أكاذيب إعلامية». وندد الحاج حسن بخطةٍ للنظام تقضي بإحداث تغيير ديمجرافي في المدينة، متهماً قوات الأسد بعدم الالتزام بالهدنة، مستدلاً بتنفيذها قصفاً أمس ومحاولتها اقتحام أحياءٍ محرَّرة قبل أن تتصدى لها فصائل الجيش الحر. وتحدثت «شام» مع "قياديَّين" آخرَين في شرق حلب ونقلت عنهما ذات المضمون؛ إذ اعتبر أحدهما المعابر «خدعة»، ونفى الآخر خروج مدنيين نظراً لعدم ثقتهم في النظام. على صعيدٍ آخر؛ أفادت القوات المسلحة التركية بسقوط 5 قذائف أُطلِقَت من عفرين في سوريا على أرضٍ فضاء في إقليم خطاي (جنوبتركيا)، مما دفعها إلى الرد وإطلاق النار على أهدافٍ لوحدات حماية الشعب الكردية في عفرين. وأعلنت القوات التركية أن القذائف الخمس أُطلِقَت فجر الخميس ولم تتسبب في خسائر بشرية أو مادية، فيما جاء الرد بإطلاق نيران مدافع الهاوتزر في إطار قواعد الاشتباك، بحسب بيان. في سياقٍ متصل؛ قصفت طائراتٌ تركية مساء الأربعاء مقاتلين أكراداً مدعومين من الولاياتالمتحدة في شمال سوريا بأكثر من 20 ضربة جوية. وأكد الجيش التركي تنفيذ طائراته الحربية 26 ضربة جوية على 18 هدفاً لمسلحي وحدات حماية الشعب الكردية، ما أسفر عن مقتل ما بين 160 و200 من المسلحين. لكن المرصد السوري لحقوق الإنسان أورد حصيلة عن مقتل 11 شخصاً وإصابة عشرات بجروح.