نسمع كثيراً عن حوادث الطيران، وقصص الهبوط الاضطرارية التي نراها بين الفينة والأخرى في القنوات الفضائية لرحلات الطيران، والتي تعتبر كما نعرف وبحسب الأرقام والوسيلة الأكثر أماناً في السفر. ولكن تبقى الوسيلة الأكثر خوفاً لدى المسافرين. في فيلم «Sully» نشاهد الحادثة هذه المرة على عكس الأفلام الهوليودية التقليدية، لأننا في هذا العمل نشاهد ونعيش قصة حادثة طيران من وجهة نظر كابتن الطائرة، حيث نعيش الأحداث بتفاصيلها «قبل الإقلاع، أثناء الإقلاع، مدة الرحلة، لحظة الخلل الفني»، وكيف تعامل الكابتن ومساعده معها، إلى اللحظة الحاسمة والحرجة، والأهم وهي قرار الكابتن المصيري بالهبوط الاضطراري، والذي يُعَد حسب قصة الفيلم الحقيقية الأصعب والأكثر تعقيداً في تاريخ الهبوط الاضطراري في الطيران الأمريكي. تحكي قصة الفيلم الأحداث الحقيقية التي حدثت لطائرة شركة أمريكان ايرلاين، عندما قرر كابتن الطائرة الهبوط بها مضطراً في نهر مادسون بالقرب من جزيرة منهاتن في نيويورك، في تجربة وصفها المراقبون بأنها أقرب لكونها معجزة، حيث يرى الكثير من المحللين أن هبوط طائرة تجارية في الماء نسبة تحطمها تكون عالية للغاية، مهما كانت براعة الكابتن، لكن ما حدث في قصة الفيلم أن هناك معجزة حدثت لنعيش معاً كيف حدث ذلك، ولماذا احتار الكابتن الهبوط في النهر بدلاً في مطار بديل وقريب كان من الممكن أن يكون أكثر أماناً. من أفضل أفلام هذا العام، يقدم المخرج كلينت إستود نفسه من جديد في عمل درامي متميز، اختلطت القصة بين الماضي والحاضر، وكان المونتاج حاضراً بشكل يجعلنا نعيش لحظات وذكريات الكابتن ومساعده الحرجة، في دور تمثيلي جيد لتوم هانكس والذي كان غائباً في السنوات العشر الأخيرة بشكل ملحوظ. فيلم درامي، ربما لا يصلح لعشاق الآكشن والإثارة في أفلام الطائرات، لكنه حتماً مفصلاً لعشاق أفلام التحقيق، والبعد النفسي، والأهم الدرامي، على نوعية فيلم «Fight» للممثل المبدع الآخر دينزل واشنطن.