«أستطيع القول: إن مركز محمد بن نايف للمناصحة والرعاية، ووفقًا للمواصفات المطبقة، هو مثال عال يحتذى به على المستوى الدولي». بهذه العبارة اختتم (المقرر البريطاني الخاص) المعني بتعزيز وحماية حقوق الإنسان والحريات الأساسية في سياق مكافحة الإرهاب في الأممالمتحدة (بن إيمرسون) زيارته لسجن المباحث العامة؛ لتثبت شهادته أمام العالم، المندرجة وفق إطار رؤية أوسع للأمن بمفهومه الشامل، الذي يبدأ بمواجهة الفكر الضال قبل أن يتحول إلى سلوك إجرامي، دقة استشراف المستقبل، ومواجهة التحديات للتجربة السعودية الفريدة في تجفيف منابع الإرهاب. لم تتوقف الدوائر السياسية والإعلامية العالمية والعربية طوال الفترة الماضية عن الحديث عن مركز المناصحة نظرًا للمكانة الاستراتيجية التي يتمتع بها المركز على الصعد كافة. ورغم قصر الزيارة التي قام بها (إيمرسون) إلا أن ثناءه على حزمة الإجراءات المتبعة من قِبل السلطات السعودية، التي تشمل إدراك أهمية الأفكار التي قد تلقي بانعكاساتها بعد وقوع أي عمل إرهابي، وهو ما يشمل متابعة الأسر التي يتورط أبناؤها في الأعمال الإرهابية، وكذلك في المقابل ما يقدم من دعم لضحايا الإرهاب، إلى جانب السماح باستمرار تواصل الأفراد المتهمين بالإرهاب مع أسرهم، سواء أكانوا سعوديين أو مقيمين، دليلٌ على تميُّز المركز في رؤيته المتميزة في محاربته الإرهاب، عن طريق تركيزه على الأمن الفكري. إذا كان الأمن ركيزة أساسية للتنمية والاستقرار فإن المواجهة الفكرية تُعتبر حجر الزاوية في مواجهة التطرف والغلو، وهي ما يميز منهج المملكة في التعامل مع الظاهرة الإرهابية، وذلك في إطار الاحترام الكامل لمبادئ حقوق الإنسان والقوانين الدولية ذات الصلة. وفي هذا السياق جاءت جهود السعودية في المواجهة الفكرية للإرهاب معتمدًا على وسطية الإسلام، وتعزيز روح الانتماء الوطني، التي لاقت إشادة عربية ودولية. بعد أن كسب المركز سمعة كبيرة على المستويات كافة، المحلية والعربية والدولية، فقد دعت بعض الدول للسعي لتطبيق فكرته، بعد أن حول القائمون على المركز تلك الاستراتيجية إلى نظرية، تلقى الإعجاب على مستوى العالم، بل إنها تحولت لمطلب مُلحّ من قِبل الدول التي تعاني تفشي داء الإرهاب في مفاصلها؛ باعتبار أنه لا يمكن الحديث عن الخطاب الديني بمعزل عن خطاب الإرهاب والتطرف؛ حتى نستطيع هندسة خطاب ديني يدحض حجج الإرهابيين. شهادة (إيمرسون) هي أحد الأدلة الكثيرة التي تثبت للعالم أجمع نجاح استراتيجية وزارة الداخلية السعودية الأمنية، المتمثلة في نجاح برنامج المناصحة الذي تبناه الأمير محمد بن نايف؛ لإعادة تأهيل ودمج أصحاب الفكر المتطرف، والوصول بهم لمستوى فكري آمن ومتوازن، ضمن المنهج الشرعي الوسطي، بعد إعلان توبتهم، وذلك من خلال التركيز على الجوانب الشرعية والفقهية، وإحاطة المستفيدين من البرنامج بالعناية الاجتماعية، المبنية على رؤية ثاقبة، ودراسات علمية، وتنفيذ سليم.