خاب أمل اللبنانيين بأن يكون لهم بعد نجاحهم في انتخاب رئيس للجمهورية رئيس للوزراء وأن تستكمل الدولة اللبنانية مؤسساتها الدستورية، بوجود رئيس منتخب ورئيس للحكومة قوية قادرة على تحقيق آمال اللبنانيين وتساعد على وضع أساس لانتخاب مجلس نواب بدلاً من أن يحددونه كل مرة. كل هذه الآمال تبددت بعد ظهور المرشح لتشكيل الحكومة اللبنانية المنتظر سعد الدين الحريري وبرفقة الرئيس اللبناني المنتخب ميشال عون إلى باحة قصر بعبدا ليعلن الحريري من أن هناك عثرات تعيق تشكيل الحكومة، وأصبح معروفاً أين هي ونأمل أن تحل. وبعد إلحاح الصحفيين الذين احتشدوا في باحة قصر بعبدا ممنين أنفسهم بالحصول على تصريح يكشف موعد إعلان تشكيل الحكومة ليتزامن مع يوم استقلال لبنان، إلا أن الحريري قال إن من يعقد تشكيل الحكومة المنتظرة معروف، فأسألوه. قول الحريري الذي يرى فيه الكثير من المحللين السياسيين والصحفيين أن الذي يعقد ويأخر تشكيل الحكومة اللبنانية حلف ملالي إيران ونظام بشار من خلال تعليماتهما الواضحة بإجهاض الحكومة تخوفاً من أن يشكل ثنائي «الحريري- عون» جداراً صلباً يعيد للدولة اللبنانية استقلالها ويجرد حلف «الملالي-بشار» هيمنتهم على الشأن اللبناني ويجردهم من السيطرة على مؤسسات الدولة اللبنانية. ورصد هؤلاء المحللون السياسيون والصحفيون، التحركات والاستعراضات التي قام بها عملاء ملالي إيران وبشار الأسد، وآخرها استعراض سرايا التوحيد؛ وهل مليشيات درزية شكلها الوزير اللبناني السابق الدرزي وئام وهاب أحد أذرع نظام بشار الأسد في لبنان؟.. وقد وقّت وهاب إعلان إطلاق مليشياته المرتبطة بنظام بشار الأسد من خلال عرض عسكري، شارك فيه بالإضافة إلى الدروز اللبنانيين دروز استقدموا من سوريا، وقد قوبلت خطوة وئام وهاب هذه باستنكار ورفض شديدين من الدروز اللبنانيين والسوريين على حد سواء.. حيث عبر الزعيم الدرزي اللبناني وليد جنبلاط عن عدم رضاه عن هذه الخطوة، معتبراً أن قيام وهاب بهذه الخطوة بأنها ليس أكثر من ضجيج مختلق وسهام ورقية طائشة. أم الزعيم الدرزي السوري لؤي الأطرش ابن الأمير منصور الأطرش الزعيم التاريخي لدروز سوريا بأن مشاركة بعض دروز سوريا عملاً مرفوضاً ومستهجناً داعياً الدروز إلى عدم الذهاب بهذه الطريقة حتى لا يتسبب الدروز في إحداث شرخ بين أبناء الطائفة الواحدة. استعراض مليشيات وهاب التي يؤكد اللبنانيون أنها استقطبت أصحاب السوابق والجنح يأتي بعد استعراض مليشيات الملا حسن نصرالله التابعة لما يسمى بحزب الله والذي تم في مدينة القصير السورية رغم أن الذين شاركوا بالاستعراض مليشيات لبنانية. استعراضات مليشيات لبنانية إحداهما مرتبطة بملالي إيران (مليشيات ملا حسن نصرالله) والتي تزودها بالأموال والسلاح وضباط للتدريب وقيادة العمليات ومليشيات وهاب الدرزية المرتبطة بنظام بشار الأسد، رسالة مزدوجة من قبل طهران ودمشق، بأن عودة سعدالدين الحريري ل»سراي الحكم» في لبنان لن تكون سهلة ما لم يخضع هو الآخر لإملاءات ملالي إيران الذين لا يريدون انعتاق لبنان من هيمنة ولاية الفقيه الإيراني.