وسط انتقادات دولية واسعة كان أولها انتقاد الرئيس الأمريكي باراك أوباما نفسه، يُتوقع لما يسمى بقانون «العدالة ضد رعاة الأعمال الإرهابية» (جاستا) الأمريكي الفشل في استكمال مهمته المشبوهة، بعد أن سعى عدد غير قليل من أعضاء الكونغرس أنفسهم إلى التنصل من القانون، وفق صحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية التي قالت في تقرير لها مطلع أكتوبر 2016، إنه «من المحزن أن نواب الكونجرس، بمجلسيه، مجلس الشيوخ ومجلس النواب، لم يقوموا فقط بالتواطؤ مع بعضهم البعض للتصويت لصالح أفظع قرار اتخذه الكونجرس في الآونة الأخيرة؛ ولكنهم يحاولون - أيضاً - التنصل من المسؤولية وإلقاء اللوم على أوباما بأنه هو المسؤول عن هذا التصويت الكارثي». ونقلت الصحيفة تصريحاً لأحد أهم الأعضاء بلجنة العلاقات الخارجية، النائب بنجامين كاردين، اتهم فيه أعضاء الكونجرس بالإهمال وعدم التوازن. وأبدى العضو استياءه من حصول القانون على هذا العدد الكبير من الأصوات على الرغم من أنه «لم تتم دراسته بشكل رسمي داخل أروقة الكونجرس». ويلاحَق القانون بإدانات دولية واسعة منها إدانة الرئيس الأمريكي باراك أوباما، والخارجية الأمريكية، والمتحدث باسم البيت الأبيض ومدير الاستخبارات المركزية الأمريكية، وتكتل قادة الأمن الوطني الأمريكي، والخارجية الروسية، التي قالت إن الكونغرس الأمريكي أظهر مجدّداً استخفافه المطلق بالقانون الدولي، ولجأ إلى «الابتزاز القضائي» عندما أقرّ قانون جاستا». والخارجية الفرنسية والبرلمان الفرنسي الذي حذر من أن القانون سيتسبب في «ثورة قانونية في القانون الدولي بعواقب سياسية كبرى»، والاتحاد الأوروبي الذي عد القانون تعدياً واضحاً على سيادة الدول، والبرلمان الهولندي الذي حذر من أن القانون «يعد انتهاكًا صارخاً وغير مبرر للسيادة». وعلى صعيد الصحافة العالمية نقلت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية تخوفات كبار خبراء السياسة الأمريكيين من أن يؤدي القانون إلى تهديد المصالح الأمريكية حول العالم، فوصفت صحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية في إحدى افتتاحياتها قانون «جاستا» بتشريع الغوغاء، في اعتراض منها على موافقة الأعضاء عليه، وقالت صحيفة «إندبندنت» البريطانية إن القانون «سيفتح ويلات جهنم على الولاياتالمتحدةالأمريكية»، وانتقدت نيويورك تايمز الكونغرس الأمريكي قائلة «يبدو أنه مصر على وضع معايير جديدة لعدم الكفاءة «لكن يجب ألا يلوم إلا نفسه». ونشرت صحيفة «ذا هيل» الأمريكية مقالاً لسيناتور سابق شارك في الحرب الأمريكيةبفيتنام، أعرب فيه عن خوفه من أن يقف يوماً ما كمدعى عليه ويحاكم على «ممارسة الإرهاب في فيتنام»، ونشرت صحيفة «وال ستريت جورنال» مقالاً للكاتب جيمس تارانتو يقول فيه إن قانون «جاستا» سيئ جداً، وأنه سيؤثر على قرارات مصيرية بالسياسة الخارجية لأمريكا. وركزت صحيفة لوس أنجلوس تايمز الأمريكية على محاولات الحزب الجمهوري التملص من مسؤوليته بالحديث عن عيوب وثغرات «جاستا» وأضراره على علاقات الولاياتالمتحدة الخارجية. وأبرزت الغارديان رد فعل أوباما على إقرار القانون وخيبة أمله وقلقه على بلاده، وقوله: «مخاوفي تتركز في أنني لا أريد أن نضع أنفسنا في موقف نصبح فيه عُرضة للمساءلات القانونية». يذكر أن لجنة تحقيق كانت قد أصدرت تقريراً في 2004 أكدت فيه أنه لا يوجد دليل على تورّط المملكة العربية السعودية (كدولة) ولا أي من المسؤولين الكبار في الحكومة السعودية، في تمويل تنظيم «القاعدة» ودعم الهجمة التي نفذها ضد الولاياتالمتحدة، لكنّ جزءاً من التقرير ظل سرّياً سنوات طويلة من دون معرفة السبب.