الأمير تركي بن عبدالعزيز هو الابن الحادي والعشرون من أبناء الملك عبد العزيز الذكور من زوجته الأميرة حصة بنت أحمد السديري - رحمها الله -. وسُمّي تركي الثاني لأنه وُلد بعد وفاة أخيه الأكبر تركي الذي توفي العام 1918. درس الأمير تركي بن عبد العزيز في مدرسة الأمراء التي أنشأها الملك عبد العزيز لتعليم أبنائه عام 1356ه، والتي كان يديرها الشيخ عبد الله عبد الغني خياط، ويساعده في إدارتها أحمد بن علي الكاظمي، ويدرس بها الشيخ صالح الخزامي والعلماء والمثقفون الذين كلفهم الملك عبد العزيز بتدريس أبنائه. وقد التحق الأمير تركي بن عبد العزيز بالمدرسة منذ افتتاحها في 9 ربيع الأول 1356ه. في 16 ربيع الأول 1377 ه، الموافق ل 10 أكتوبر 1957، عُيّن أميرًا لمنطقة الرياض بالنيابة؛ وذلك لسفر أمير المنطقة سلمان بن عبد العزيز آل سعود - حفظه الله - برفقة الملك سعود بن عبد العزيز آل سعود - رحمه الله - إلى لبنان. وفي 10 جمادى الأولى 1389 ه، الموافق 25 يوليو 1969، عُيّن نائبًا لوزير الدفاع والطيران، وظل يتولى هذا المنصب حتى عام 1403 ه، الموافق عام 1983. وقد غادر بعد ذلك السعودية، وأقام بمصر مع أسرته. وفي عام 2010 قرر العودة إلى الرياض والاستقرار بها. تبرَّع لبناء المسجد الجامع لمدينة ادنبره عاصمة مقاطعة اسكتلنده في بريطانيا، وذلك بمبلغ 300 ألف جنيه إسترليني. وهذا الجامع أُنشئ على نفقة الملك فهد بن عبد العزيز - رحمه الله - الذي تبرع بمبلغ ربع مليون جنيه إسترليني. توفي في صباح يوم السبت 12 صفر 1437ه، الموافق ل 12 نوفمبر 2016، في مدينة الرياض، عن عمر يناهز 84 عامًا. تربى وتعلم الأمير تركي - رحمه الله - في جامعة ومؤسسات والده الملك عبدالعزيز - رحمه الله - الخيرية المتحركة المفتوحة، كما تربى وتعلم إخوانه وأخواته كذلك؛ فالملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود جامعة ومؤسسات خيرية متحركة مفتوحة للجميع في البذل والعطاء والجود والكرم، ربَّى وعلَّم أبناءه وبناته وأهل بيته على حب العلم والبر والتقوى وتقدير العلم والعلماء وطلاب العلم والتواضع المهيب في نبل رفيع، والرأي السديد والخلق الحميد والصدق والنوال والجود والأفضال والثناء والكرم والوفاء والفخر البهي والقدر الجليل والعز المنيع والشرف الرفيع والبلاغة والفهم والبراعة والإخلاص في القول والعمل.. فصاروا أصحاب ضمائر حيةُ, مرهفي المشاعر، محبين للخير والتواضع، عاشقين للهدوء والسكينة.. فكانوا عظماء في أخلاقهم، كرماء في أفعالهم، لهم صفات عديدة، أصحاب دين وعلم جليل.. وخصال عظيمة حميدة، الذين صبغت مناقب الخير والزهد والتقوى كل مسيرتهم، سكنوا في قلب البعيدين قبل القريبين هادئي الطبع.. وباسمي الوجه.. وطيبي القلب.. قضوا عمرهم في الطاعات وقراءة القرآن, والصيام والقيام.. فتربوا على الأخلاق الحميدة العظيمة، وعلى المحافظة والتمسك بدينهم.. يضعون أنفسهم موضع الناس؛ فيشعرون بهم، ويعذرونهم.. وهذا ما انعكس على أبنائهم في حبهم للخير والتواضع والاحترام. وَيَنشَأُ ناشِئُ الفِتيانِ مِنّا صاحب السمو الملكي الأمير تركي بن عبدالعزيز صاحب الأخلاق الحميدة والسمت الرفيع ذو أخلاق عالية، حميد السيرة والسلوك، محبوب من قِبل الناس، طيب القلب، وذو شرف وأمانة وتواضع وشهامة ومروءة وشجاعة وعطف وكرم ونبل.. غادر الدنيا بهدوء كما عاش بها. رحمه الله رحمة واسعة، وأسكنه فسيح جناته. (اذكروا محاسن موتاكم... ) سنن الترمذي. فأتقدم بأحر التعازي وصادق المواساة إلى المقام الكريم مقام خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز - حفظه الله - ومقام ولي العهد الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز - حفظه الله - نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية وصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي ولي العهد النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع - حفظه الله -. كما أتقدم إلى جميع أسرة الفقيد، وأخص بالعزاء والمواساة إخوانه وأبناءه وبناته وزوجاته وأرحامه وأنسابه وأقاربه وجميع الأسرة المالكة وجميع أصدقائه ومحبيه وجيرانه والشعب السعودي الكريم بأحر التعازي وصادق المواساة، سائلاً الله للفقيد الرحمة والمغفرة، وأن يسكنه الله فسيح جناته، وأن يلهم الجميع الصبر والسلوان. و{إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ }.