انتهت لجنة توثيق البطولات من حصر بطولات وإنجازات الأندية، وأعلنت ظهر يوم الأحد الموافق 6 نوفمبر 2016 نتائج عملها الكبير والضخم، ليتزعم الهلال بطولات كرة القدم ب55 بطولة يليه الاتحاد ب33 بطولة، ومن ثم الأهلي ب31 بطولة، فالشباب والنصر ب11 بطولة، ثم تتوالى بقية الفرق الاتفاق ب11 بطولة، فالقادسية والوحدة بثلاث بطولات، فالرياض والوحدة بطولتين. الجزيرة وبعد عمل لجنة التوثيق الذي لاقى الكثير من الترحيب، كما وجد النقد من البعض، اتجهت لأخذ آراء عدد من الرياضيين، فكانت البداية مع الخبير الرياضي والشاهد على العصر عبد الرحمن الموزان، الذي أكد بأنّ عمل لجنة توثيق البطولات وبعد إعلان نتائجها قديرة بالتقييم والاحترام، وقال: «على جميع الأندية أن ترضى بهذه الأرقام لأنها مأخوذة من تاريخنا الرياضي، ولا أعتقد بأنّ اللجنة أصدرت نتائجها إلا بعد أن وقفت على جميع البطولات، وأحصتها حسب معايير واقعية». من جانبه، أشار جمال العلي عضو شرف نادي القادسية إلى أنه كان يتمنى أن تأتي البطولات من الأندية وتنقحها اللجنة حسب معايير محددة تضعها مسبقاً، وقال: «ما يحدث الآن هو حرب قوية ضد تركي الخليوي وزملائه من قِبل بعض الأندية، وأصبحوا هدفاً من أهدافها، وهذا يدل على أن الأندية لن تقبل بتلك النتائج». من جهته أكد محمد السراح رئيس نادي التعاون وعضو الاتحاد السعودي لكرة القدم السابق بأن عمل لجنة توثيق البطولات كان عملاً جباراً ومميزاً بشكل كبير، وعملاً يستحق الاحترام، وقال:»شكراً جزيلاً، وقُبلة على رأس كل من ساهم في قضية إحصاء البطولات، بغض النظر عن أنها مرضية لطرف وغير مرضية لآخر، ولكن يبدو أن المجال متاح للتعديل لمن يملك وثائق حقيقية، وباستطاعة من يعارض عمل اللجنة أن يقدم ما لديه من أدلة وإن كان معه حق فسوف تضاف له». وأضاف: «أعتقد بأنّ العمل بحد ذاته، وجمع تاريخ الرياضة السعودية عمل مميز ويستحق الاحترام، وهو عمل حضاري». وتابع: «ما تم رصده يعتبر تاريخاً، والتاريخ لن يؤثر على الحاصر، فالنادي الذي كان مميزاً وحاضره ليس كذلك، فلن تفيده هذه الأرقام، ولذلك بودي أن تقتنع الأندية، وتكون اعتراضاتها حسب النظام». وعن المعايير، قال: «من الصعب أن نتفق على معايير محددة، فكل شخص يضع المعايير حسب هواه ومصالحه، ولذلك يجب أن نتجرد من العواطف، وكوننا نوثق تاريخنا الرياضي، فهذا أمر إيجابي، وكان من المفترض أن يكون منذ زمن، ولكن شاءت الظروف أن نتأخر وقد يكون التأخر بسبب مراعاة البعض لمشاعر بعض الأندية التي لا ترضيهم الأرقام والحقائق، ولكن المهم الآن هو أننا استطعنا توثيق بطولاتنا ومبارياتنا، مما يتيح لنا رؤية المستقبل». وتمنى السراح أن يكون هنالك مرحلة أخرى لتوثيق تاريخ نجوم الكرة السعودية، ومسيرة الرجالات الذين قادوا الكرة السعودية. من جانب آخر، أكد الدكتور فهد القريني نائب رئيس نادي الشباب بأنّ إعلان لجنة توثيق البطولات، وضع حداً للجدل الطويل حول عدد البطولات للأندية التي زاد اللغط حولها في الفترة السابقة، فأصبح كل نادٍ يعلن عن أرقام بطولات تجاوز عددها بعض الأندية العالمية التي تأسست قبل عقود». وأضاف: « تقسيم البطولات لفئة A و B أتاح للأندية توثيق جميع بطولاتها حفظاً لحقوق هذه الأندية، والمعايير التي اعتمدتها اللجنة في تصنيف وتوثيق البطولات معايير واضحة وتتوافق مع معايير البطولات في الدول الأخرى». من جهته، أشار محمد المسحل أمين اللجنة الأولمبية السابق بأنّ الأندية لها حق أن توثق تاريخها كيفما شاءت وبالطريقة التي تريد، وقال: «من حق الأندية أن تضع تاريخها الرياضي، ومن حقها أن ترفض أي شيء يقال عنها، فالفيفا يضمن لك ذلك». وعما إذا كانت بهذه الطريقة ستصبح هناك فوضى، قال: «دعها تصبح فوضى طالما النظام يعطيك الحق بالإدلاء بمعلومتك، وعلى الجميع فضحه إن كان كاذباً». وأشار المسحل إلى أنه من الرصانة أن يتم تفادي إعلان نتائج توثيق البطولات لأن إعلانها سيؤثر على الجميع، وقال: «من المفترض أن يتم تشكيل لجنة توثيق البطولات من قِبل اللجنة الأولمبية وليس من قِبل الهيئة العامة للرياضة». من جانبه، أشار الكاتب الرياضي نبيه ساعاتي إلى أن عمل اللجنة من حيث الجهد لهم الشكر ، ولكن من حيث المهنية فما قدمته اللجنة فقير جداً لأسباب عديدة أهمها أنها استبعدت الأندية وهي المعنية أولاً بالأمر، كما أنها حيدت المؤرخين والأمر يتعلق بالتأريخ وهمشت الاتحادات وهي المرجعية للأندية، ثم رفضت الاعتراف بالدوري منذ انطلاقه في عام 1377 وفاز به أولاً فريق الوحدة، رغم أن الرؤية واضحة أمام كل باحث متجرد، كما أن اللجنة الموقرة قلصت من أهمية بعض بطولات فالدوري التصنيفي الذي حققه النصر عام 1395 سمي دورة والدوري العام الذي حققه الأهلي وضع بمعزل، رغم أن هناك بنداً باسم الدوري بمختلف مسمياته، وأهم من ذلك كله الانتقائية في اعتماد البطولات فبعضها أدرج والبعض الآخر لم يدرج لأسباب مجهولة، على الرغم من أن الأندية حققتها إثر جهد وعمل وإنفاق، واستبق الأحداث في الختام وأجزم بأنّ اللجنة عملت ما عملته بناءً على السلطة المطلقة التي أعطيت لها، والأندية بدورها وهي المعنية بالأمر سوف تلغيها ولن تقرها وسوف تعتمد بطولات حققتها فعلياً وهي الأعرف بها. وعن تواصل اللجنة مع الأندية ورفضها التجاوب، قال: «وهل هذا عذر لتجاهل منجزات الأندية، من المفترض أن تكرر التواصل معهم وزيارتهم غير مرة والتواصل معهم بكل الطرق فهم المعنيون أولاً بالأمر». وأضاف: «إن جل ما فعله الخليوي هو استخدام النفوذ الذي خوّل به في فرض أرقام غير دقيقة ومبنية على دلائل ركيكة، مع التسليم بأنّ الهلال هو الأول وبدون منافس ولكن نحن نتحدث عن منهجية».